دعا مشاركون في أشغال ملتقى نظم اليوم الأربعاء بجامعة أدرار على ضرورة تعزيز الوعي بأهمية الأمن السيبراني كوسيلة وقائية ضد الجريمة الإلكترونية التي باتت من أخطر التهديدات العابرة للحدود. وخلال هذا اللقاء حول ''التهديدات السيبرانية التي تواجه الجزائر'', أبرز المشاركون من باحثين وأساتذة جامعيين ومختصين أهمية الوعي الوطني بخطورة التهديدات السيبرانية التي تواجه الجزائر, على غرار باقي بلدان العالم "في ظل التطور الرهيب لتكنولوجيات الاتصال الحديثة في مختلف المجالات و ما أفرزه هذا الواقع من تحولات تفرض التعامل معها بوعي و حذر و حس وقائي", مثلما أشار إليه رئيس اللجنة العلمية للملتقى صايفي مشاور. وتم التطرق خلال هذه الفعالية العلمية التي تتواصل ليومين إلى الجهود الدولية لمكافحة الجريمة الإلكترونية من خلال الاتفاقيات التي صادقت عليها الجزائر, على غرار اتفاقية بودابست (المجر) سنة 2001 و الاتفاقية العربية (ديسمبر 2010) و اتفاقية الاتحاد الإفريقي للتعاون الدولي و القضائي لمكافحة الجريمة العابرة للحدود المبرمة بغينيا الاستوائية في 2014, إلى جانب الآليات القانونية والتنظيمية التي وضعتها الجزائر في هذا الشأن و المتضمنة للقوانين المتعلقة بمكافحة الجرائم السيبرانية و الجرائم المرتبطة بتكنولوجيات الإعلام و الاتصال. وتم التأكيد خلال هذا اللقاء الذي يجري بمشاركة وحدات وفرق البحث التابعة لمخبر الجامعة حول: "الجزائر و تحديات الأمن السيبراني" و "الجزائر والتهديدات الأمنية الجديدة" و "الأمن و التنمية في إفريقيا" أن الفضاء الافتراضي أصبح في ظل التطور التكنولوجي للاتصالات ساحة مفتوحة لمعارك و صراعات بين الدول و الشعوب و مختلف الكيانات تستعمل فيها كل الوسائل لضرب استقرارها و تماسك مجتمعها. وأشار متدخلون إلى أن الواقع الراهن لتحديات تكنولوجيات الاتصال الحديثة و الرقمية "حتم على الجميع اتخاذ إجراءات وقائية لمواكبة هذه التحولات, من بينها استحداث قطب جزائري لمكافحة الجرائم السيبرانية و متابعة المتورطين في نشرها و بثها و ترويجها, حيث سن المشرع الجزائري قوانين لمحاربة الجريمة الإلكترونية". وفي هذا الصدد أشار بوقارة حسين من جامعة الجزائر3 أن "الفوارق و الاختلالات التي يشهدها العالم في مختلف الميادين جعلت الشعوب تعيش حالة صراع و تدافع مستمر انعكس صداها بحجم أكبر في مجال تكنولوجيات الاتصال الحديثة الذي باتت فيه الدول, خاصة النامية منها, تواجه خطر التهديدات الأمنية السيبرانية". ولدى إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى, أبرز والي أدرار العربي بهلول دور التربية الإعلامية الرقمية للمواطن التي أصبحت, كما أضاف, "أهم وسيلة وقائية لنشر الوعي الرقمي, خاصة على مستوى الأسرة و وسائل الإعلام وهياكل الشباب و فعاليات المجتمع المدني في إطار المسؤولة الجماعية للمواطنة الفاعلة التي تعزز تماسك المجتمع و تصون مقومات و أسس انسجامه ". وتتواصل الأشغال التي ينشط جانبا منها أيضا متدخلون من خارج الوطن عن طريق تقنية التحاضر عن بعد بالتطرق إلى عدة محاور, من بينها "الآليات الجزائرية في مواجهة الأخطار الأمنية السيبرانية " و " تداعيات الفضاء السيبراني على التغيرات الجيوستراتيجية الدولية" و "بناء رؤية للتنمية الشاملة المستدامة بالجزائر كشرط لتحقيق الأمن السيبراني" و"المنصات الإلكترونية الوطنية كآليات قانونية و سياسية لحماية كيان الدولة سيبرانيا". وينظم هذا الملتقى بإشراف وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالتعاون مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية و العلوم الإسلامية و مخبر الدراسات الإفريقية بجامعة أدرار.