تميز اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, الى تركيا, بعقد محادثات ثرية وعميقة بين رئيسي البلدين وتوقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي على جميع الأصعدة و اضفاء الديناميكية المنشودة على العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين. و عقب الاستقبال الرسمي الحار الذي خص به الرئيس تبون من طرف نظيره التركي, رجب طيب أردوغان, بالمجمع الرئاسي بأنقرة, في مراسم جرت وفقا للأعراف و التقاليد التركية, تحادث الرئيسان على انفراد, قبل أن تتوسع المحادثات الى وفدي البلدين. بعدها, ترأس الرئيسان تبون و أردوغان أشغال الدورة الاولى للمجلس الاعلى للتعاون المشترك بين البلدين, قبل أن يوقع الرئيسان على الاعلان المشترك لاجتماع هذا المجلس. و بقاعة المحاضرات بالمجمع الرئاسي, وقعت الجزائر و تركيا على العديد من اتفاقيات التعاون و مذكرات التفاهم الهامة في عديد القطاعات. و شملت الاتفاقيات قطاعات الطاقة و المناجم و المالية والتجارة و الصناعة و الاعلام و الاتصال و الأشغال العمومية و الصيد البحري و العلوم و التكنولوجيا و الابتكار والمؤسسات المصغرة و الخدمات الاجتماعية و التكوين المهني و الثقافة و التربية و التعليم و البيئة و كذا مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. و خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره التركي, تلت حفل التوقيع, أوضح الرئيس تبون أن زيارته الى تركيا أتت في "ظرف متميز", حيث ستحتفل الجزائر بعد أسابيع بالذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية وكذا الذكرى ال60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع تركيا, مؤكدا ان الاتفاقيات الموقعة اليوم جاءت ل"اضفاء الديناميكية المنشودة على العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين". و أكد إرادة البلدين لرفع حجم الاستثمارات التركية بالجزائر الى أكثر من 10 ملايير دولار, معبرا عن "ارتياحه العميق لما حققته الدولتان معا من خطوات هامة تضاف الى الرصيد المتميز لعلاقاتهما التاريخية و تعزز مسار الشراكة الاستراتيجية بينهما". تطابق وجهات النظر ازاء القضايا ذات الاهتمام المشترك و وصف السيد تبون محادثاته مع نظيره التركي ب"الثرية والعميقة" وأنها كانت "إيجابية بالنسبة للشعبين وللبلدين". و على الصعيد الجهوي والدولي, أكد السيد تبون ان المحادثات مع نظيره التركي أظهرت "تطابق وجهات النظر" ازاء القضايا ذات الاهتمام المشترك و على راسها القضية الفلسطينية و الازمة الليبية و الاوضاع في منطقة الساحل. و خلال الندوة الصحفية المشتركة, أعرب الرئيس أردوغان عن تقدير بلاده للدور الذي تلعبه الجزائر في شمال القارة الإفريقية و منطقة الساحل. وقال: "بصفتنا دولتين تلعبان دورا مهما في ضمان الأمن و السلام في القارة الافريقية فإننا مصممون على تعزيز تعاوننا في مجال الصناعات الدفاعية أيضا", مضيفا بأن المحادثات مع الرئيس تبون تطرقت إلى التحرك المشترك على الصعيد الدولي بخصوص الملفات الدولية و من بينها الملفين الليبي و الفلسطيني. وأشار في هذا الصدد إلى إمكانية تطوير التعاون الدبلوماسي من خلال وزراء الخارجية تحت إشراف رئيسي البلدين عبر مواصلة إجتماعات مجلس التعاون المشترك. و على الصعيد الاقتصادي, أكد السيد أردوغان عزم بلاده على رفع التعاون الثنائي الى "أعلى المستويات" مؤكدا أن تركيا س"تقف بجانب الجزائر" فيما يتعلق بتنويع الاقتصاد. وأكد أن بلاده "ستواصل دعم الاستثمار التركي بالجزائر" اين تنشط اكثر من 1400 شركة تركية, مشيرا الى ان منتدى الاعمال المشترك الذي سينظم غدا الثلاثاء بأسطنبول سيساهم في زيادة الاستثمار و التبادل التجاري بين البلدين. و بالمناسبة, قدم الرئيس التركي هدية رمزية للرئيس تبون تتمثل في رسالتين للسلطان التركي عبد الحميد, الاولى تتضمن مساندة لنضال الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي و الثانية وجهت للأمير عبد القادر بتاريخ 1841. و اعتبر السيد أردوغان ان هاتين الرسالتين "لخير دليل على تاريخ العلاقات وعمقها بين البلدين". و كان الرئيس تبون قد قام خلال صبيحة اليوم بزيارة الى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في العاصمة التركية أنقرة و الى المتحف المخصص للوثائق والأغراض الشخصية للرئيس الراحل. و حل الرئيس تبون بأنقرة أمس الأحد في زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام بدعوة من اخيه رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الشقيقة.