أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في انغولا، حمدي الخليل ميارة، أن موقف عديد الدول الإفريقية حول تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا والذي عبروا عنه مؤخرا أمام لجنة الأممالمتحدة الخاصة المعنية بإنهاء الإستعمار، شكلت ضربة قوية للدعاية والتضليل المغربي الذي شكك في موقف إفريقيا من عدالة قضية الصحراء الغربية. وقال السيد حمدي، في تصريح ل (وأج) ، أن الرد القوي للدبلوماسية الإفريقية تجدد من خلال الموقف التاريخي لعدد من الدول من النزاع في الصحراء الغربية وهو "أحسن رد على دعاية الاحتلال المغربي الذي يشكك في موقف البلدان الصديقة في افريقيا". ومن أجل التصدي للحملة المغربية المغرضة لتحوير مواقف الدول لا سيما في القارة السمراء، شدد الدبلوماسي الصحراوي على ضرورة مضاعفة الجهود الدبلوماسية على الصعيد الإفريقي لتسليط الضوء على مناورات المغرب التضليلية، حتى لا يغرر بدول القارة السمراء التي تعتبر الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار. وقال الدبلوماسي الصحراوي أنه من "الضروري تسليط الضوء على المناورات التي يتبعها المخزن في الآونة الأخيرة للتغطية من جهة على الوضع الداخلي، ومحاولته من جهة أخرى تضليل الرأي العام الدولي وخاصة الافريقي بعدالة أطروحته المزعومة في الصحراء الغربية". وأضاف ممثل جبهة البوليساريو، أن "سعي المغرب لنشر الأكاذيب حول ما أسماه اعتراف بعض الدول الافريقية بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية من خلال فتح قنصليات او تمثيليات دبلوماسية لها في الأراضي المحتلة، على غرار ما حدث مع أنغولا، لإيهام الرأي العام المغربي والعالمي بحشد الدعم الافريقي لأطروحته، باءت اليوم بالفشل خاصة بعد تجديد عدد كبير من الدول الافريقية لموقفها الثابت من قضية الصحراء الغربية ودعم حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال". تجدر الاشارة الى أن عدة دول افريقية رافعت، أمام اللجنة الاممية الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار خلال الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في يونيو الجاري، على ضرورة تسريع عملية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية تحت إشراف الأممالمتحدة. إقرأ ايضا: الصحراء الغربية: المستقبل مفتوح على احتمالين "إما سلام دائم أو مزيد من الاحتقان" ودعت مندوب أنغولا الدائم لدى الأممالمتحدة، ماريا دي خيسوس فيريرا، في بيانها أمام الدورة السابعة والسبعين للجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إحترام سيادة الشعب الصحراوي وحقه المشروع في الحرية وتقرير المصير. أما ممثلة دولة ناميبيا فأعربت عن قلقها العميق إزاء التحديات التي يواجهها مكتب مفوضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الوصول إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، في إطار برنامج إيفاد البعثات التقنية المعمول بها. من جانب آخر، قال المندوب الدائم لجنوب أفريقيا، مكسلوسي نكوسي، أن بلاده تشعر بقلق بالغ إزاء الأزمات الجديدة والناشئة وما يترتب عليها من تأثير على عمل المفوض السامي للأمم المتحدة، بما في ذلك في الصحراء الغربية المحتلة. وجدد بدوره ممثل بوتسوانا السيد إدغار سيسا ، دعم بلاده " لإنهاء الإستعمار بالكامل من الصحراء الغربية" كما دعا اللجنة الخاصة إلى "تحمل مسؤوليتها بالكامل في حماية الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب الصحراوي كما هو الحال مع الأقاليم الأخرى غير المتمتعة بالحكم الذاتي" ، مشجعا "اللجنة على القيام بزيارة للصحراء الغربية للتعرف على الوضع في الإقليم قائلا في هذا السياق "لقد تأخرت المهمة الزائرة كثيرا نظرا لأن آخرها تم إجراؤها في عام 1975 ".