تتساقط أوراق ثقة الشعب المغربي برئيس حكومة المخزن يوما بعد يوم, بسبب فشله وطاقمه في احتواء الازمات الاجتماعية التي تعيشها المملكة منذ فترة, وتتعالى معها الأصوات المتهمة إياه بالاهتمام بدوره المزدوج كرئيس حكومة ومساهم رئيسي في شركة قابضة. وتتصاعد حمى الاحتجاجات ضد عزيز أخنوش, والتي لم تهدأ منذ فترة, نتيجة للغلاء الفاحش والارتفاع الصاروخي لمواد المعيشة, الأمر الذي بات هاجسا يؤرق المواطن المغربي, الى جانب استمرار ارتفاع أسعار الوقود رغم انخفاضها في السوق الدولية, وهو الذي يلعب دورا مزدوجا ما بين رئيس لحكومة المخزن وصاحب الشركة المحتكرة لاستيراد المحروقات وتوزيعها وبيعها. وفي آخر أعدادها, اشارت مجلة "جون أفريك" إلى ان عزيز أخنوش "مستمر في نزع الثقة من جزء من الرأي العام المغربي, لأنه متهم بتضارب المصالح التي يغذيها دوره المزدوج كرئيس حكومة ومساهم رئيسي في الشركة القابضة "أكوا" التي تتبع لها +إفريقيا+, إحدى أهم شركات توزيع الوقود في المغرب". وسبق لعدة أحزاب سياسية بالمغرب, وعلى رأسها "النهج الديمقراطي العمالي", أن أصدرت قبل أيام قليلة تحذيرات لحكومة أخنوش التي تمضي, حسبها, في تجاهل الوضعية المعيشية المتأزمة لجميع فئات الشعب المغربي, بما يهدد الأمن الاجتماعي. من جهته, دعا حزب "الأصالة والمعاصرة", حكومة عزيز أخنوش, تزامنا مع الدخول الاجتماعي الجديد, إلى رفع وتيرة الحوار الاجتماعي ومحاربة المضاربة في أسعار الأدوات واللوازم المدرسية التي أثقلت كاهل الأسر المغربية مع الدخول الدراسي الحالي. وفي المقابل, وبينما يكتوي المجتمع المغربي بلهيب الأسعار التي أحرقت جيبه, طفت الى السطح أزمة سياسية جديدة, ففي خرجة له, أطلق الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" عبد الإله بنكيران, النار على رئيس حكومة المخزن عزيز أخنوش, متهما اياه بالوصول الى الحكم عن طريق "المؤامرة", موضحا بالقول إن "من قاد المؤامرة ضد رئيس الحكومة هو من يترأس الحكومة اليوم, لكن لم تكن عنده الجرأة ليقوم بذلك منذ أول يوم". وأضاف بنكيران, في كلمة خلال الملتقى الوطني للكتاب الجهويين والاقليميين لحزب "العدالة والتنمية", أنه "لو جاءت هذه الحكومة بالخير لساندتها رغم كوني في المعارضة, لكن هذه الحكومة جاءت نتيجة مؤامرة". وأتى الهجوم على أخنوش, ردا على قول الأخير إن "التنمية تعطلت خلال 10 سنوات" بالمملكة, في إشارة منه إلى حكومة "البيجيدي" التي ترأسها بنكيران. واستطاع أخنوش أن يستقطب كما هائلا من الأصوات المعادية له ولسياساته التي منيت كلها بالفشل, سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي, وهو الذي أكد عنه الكاتب المغربي المقيم في ايطاليا, أمين بوشعيب, في وقت سابق, أنه "يحرص على تنمية ثروته, التي ترتفع سنة بعد سنة, بل يوما بعد يوم, على الرغم من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة للأزمة العالمية".