أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق, السيد العيد ربيقة, اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة, على فعاليات إطلاق "قاطرة الذاكرة", (المتحف المتنقل) وهي رحلة لمترو الجزائر من محطة "علي بومنجل" إلى محطة "ساحة الشهداء", تهدف إلى إرساء الثقافة التاريخية لدى المواطنين خاصة الشباب منهم. ويسعى قطاع المجاهدين من وراء هذه التظاهرة إلى ترسيخ الثقافة التاريخية لدى مختلف الأوساط الاجتماعية, خاصة فئة الشباب, حفاظا على الذاكرة الوطنية وكذا بعث الروح الوطنية عند الأجيال الصاعدة عن طريق تفتح نشاط المتحف الوطني للمجاهد (منظم التظاهرة) على محيطه المجتمعي والتعريف بأهم مراحل الثورة التحريرية الكبرى من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وتتضمن الفعالية التي تحتضنها محطتا مترو الجزائر, "علي وبمنجل" و"ساحة الشهداء" إلى غاية يوم غد الأربعاء, معارض للصور والوثائق التاريخية وإصدارات وزارة المجاهدين, إضافة إلى عرض أشرطة وأغاني وأفلام ثورية و كذا توزيع سلسلة أمجاد الجزائر (نشيد قسما وبيان أول نوفمبر) على المواطنين. وكانت المناسبة فرصة لتنظيم لقاء "على خطى الشهداء", جمع كل من المجاهد محمود عرباجي والمجاهدتين فتيحة بوعمامة المدعوة "الحرة" وفريدة بلقنبور, الذين قدموا شهادات حية على المباشر حول مسارهم الثوري, داعين الأجيال الصاعدة إلى الحفاظ على استقلال الجزائر وتبليغ رسالة الشهداء والمجاهدين حفاظا على الذاكرة الوطنية. وفي تصريح صحفي, أكد وزير المجاهدين أن مثل هذه المبادرة التي تندرج في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال60 لعيد الاستقلال, تهدف إلى إرساء تواصل أبدي بين أجيال الأمس ممن صنعوا ثورة التحرير المباركة وتاريخ الجزائر, وأجيال اليوم الذين يقع على عاتقهم الحفاظ على تعاليم نوفمبر ومبادئه. وشدد السيد ربيقة أن قطاعه يعمل على إرساء قواعد الثقافة التاريخية ونقلها إلى المواطن, من خلال نقل مفهوم المتحف الوطني للمجاهد من مكانه إلى المواطن "حتى نبقى دوما أوفياء لذاكرة المجاهدين والشهداء ونحافظ على أمانتهم بنقل رسالتهم من جيل إلى جيل من خلال الكتاب أو الأعمال السمعية البصرية والمنتديات, وكذا من خلال الفعاليات التي تحاكي زيارة واقعية أو افتراضية للمتحف الوطني للمجاهد". واعتبر ذات المسؤول أن مترو الجزائر الذي يحصي يوميا أزيد من 150 ألف متنقل, يعد "مكانا مناسبا" لترسيخ الذاكرة الوطنية لدى مختلف فئات المجتمع وتبليغ رسالة الشهداء والمجاهدين, معبرا في ذات الوقت عن أمله في توسيع مثل هذه المبادرات لتشمل محطات أخرى من المترو وحتى المطارات والأماكن العمومية. ومن جهتها, ثمنت وزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, فعالية "قاطرة الذاكرة" باعتبارها تعرف --كما قالت-- بالثقافة التاريخية للمتحف الوطني للمجاهد عبر مختلف الفضاءات العمومية وتقريبها من الجيل الناشئة بهدف الحفاظ على خصوصية الهوية التاريخية الجزائرية. وقد تم تنظيم هذه التظاهرة بالتنسيق مع مؤسسة مترو الجزائر التي خصصت لهذا الغرض قاطرة زينت بصور لشهداء وأخرى تحاكي بطولات ومآثر الثورة التحريرية المجيدة.