تشهد الضفة الغربيةالمحتلة منذ عدة أشهر تصعيدا صهيونيا مكثفا, أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين واعتقال المئات منهم من بينهم أطفال, بالإضافة إلى حملات المداهمة وهدم المنازل وإغلاق المعابر, بينما يتعرض المسجد الأقصى المبارك لاقتحامات متكررة, وسط صمت دولي شجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته. وشنت قوات الاحتلال الصهيوني اليوم الثلاثاء حملة اعتقالات واسعة في انحاء متفرقة من الضفة الغربية و القدس المحتلتين, طالت 22 فلسطينيا, من بينهم أسرى محررون, وفقا لما أوردته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا). وحسب نادي الاسير الفلسطيني, فإن نحو 6 آلاف حالة اعتقال سجلت منذ مطلع العام الجاري على يد قوات الاحتلال الصهيوني من بينهم 141 امرأة و739 طفلا, مضيفا أن الاحتلال أصدر 1829 امر اعتقال إداري, وقد سجلت أعلى حالات الاعتقال في القدسالمحتلة بنحو 2700 حالة. كما جدد عشرات المستوطنين, اليوم اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية داخله, بحماية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني, بهدف فرض مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد. وحذرت الرئاسة الفلسطينية من استمرار اقتحام المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك وخطورة أي محاولة لتغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم الشريف, مؤكدة أن مثل هذه المحاولات ستؤدي إلى تفجير الأوضاع وخروجها عن السيطرة, وهو ما يتحمل مسؤوليته الكيان الصهيوني وحده. من جهة اخرى, أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الإثنين عن استشهاد الطالب الشاب محمود السعدي (17 عاما) متأثرا بجروح أصيب بها خلال اقتحام عشرات الآليات العسكرية لحي الهدف بمدينة جنين وسط إطلاق نار كثيف على منازل الفلسطينيين التي تم محاصرتها, إضافة إلى إصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح, فيما أقدمت قوات الاحتلال على اعتقال شاب آخر بعد إصابته. وفي مدينة نابلس, هدمت جرافات الاحتلال أمس منزلا ومنشآت زراعية في بلدة دوما (جنوبالمدينة) بحجة "عدم الترخيص" لأنه يقع في المنطقة المصنفة (ج), و أكد صاحب المنزل أنه لم يتلق أي إخطار من قبل بهدم المنزل الذي يقطن فيه أكثر من 10 أشخاص. من جهة أخرى, اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على الطفلتين الشقيقتين رغد ودينا مصطفى عبيات (14 و13 عاما) في قرية كيسان (شرق مدينة بيت لحم), وذلك قرب مستوطنة بحجة تواجدهما في أراض تحت "سيادة" الكيان الصهيوني. كما اعتدى مستوطنون على الطفل يزن منجد الرجبي بالضرب المبرح بالقرب من مستوطنة مقامة على أراضي مدينة الخليل, مما أدى إلى إصابته بجروح في وجهه ونقل إثرها إلى المستشفى. وصعد المستوطنون من اعتداءاتهم على المواطنين والأطفال في الأحياء القريبة من المستوطنات بمدينة الخليل, حيث عبرت الخارجية الفلسطينية عن استغرابها الشديد من غياب ردود الفعل الدولية تجاه الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنازلهم في المدينة. استشهاد 49 طفلا واعتقال اكثر من 750 منذ بداية العام الحالي وفي يوم الطفل العالمي المصادف ل20 نوفمبر من كل عام, كشفت إحصائية للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن 49 طفلا استشهدوا منذ بداية العام الحالي, منهم 32 في الضفة الغربية و17 في قطاع غزة, ليصل العدد الكلي للأطفال الشهداء منذ سبتمبر 2000 وحتى الآن إلى 2240. ويحتجز الاحتلال جثامين 12 طفلا منهم, بحسب الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين, أقدمهم الشهيد محمد الطرايرة الذي استشهد في عام 2016. وحسب إحصائية نادي الأسير الفلسطيني, فإن الاحتلال اعتقل عام 2022 ما يزيد عن 750 طفلا, بعضهم تعرض لإطلاق نار خلال الاعتقال, ولا يزال 160 طفلا رهن الاعتقال, من بينهم 3 فتيات و5 أطفال رهن الاعتقال الإداري (بلا تهمة أو أحكام قضائية). ويعاني الأسرى الأطفال داخل معتقلات الاحتلال من ظروف اعتقال قاسية في انتهاك لحق الطفولة الذي كفلته كل القوانين والمواثيق الدولية, كما يحرم الاحتلال هؤلاء الأطفال من حقهم في التعليم أو حتى زيارات ذويهم, ومن بين الأسرى الأطفال, جرحى اعتقلهم الاحتلال بعد إصابتهم ويحتجزهم في ظروف اعتقال قاسية, حسب المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني, أمجد النجار. وفي هذا السياق, طالبت الخارجية الفلسطينية باتخاذ ما يلزم من إجراءات لتوفير الحماية لأطفال فلسطين ويضمن في الوقت ذاته محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه. و أشارت إلى أن العديد من المنظمات والجهات الحقوقية والإنسانية الدولية تؤكد أن جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين تستهدف ضرب الطفولة الفلسطينية وشل قدرتها على صناعة وبناء مستقبل واعد للفلسطينيين, مؤكدة متابعتها هذه الجرائم مع الجهات الأممية كافة.