عرضت يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أربعة افلام قصيرة من الجزائر وفلسطين والسينغال ضمن مسابقة الطبعة ال 11 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما. و استمتع الحضور بعرض الفيلم القصير "المجهولون" بحضور المخرجة السينغالية ريان صاو الذي تحاول من خلاله عبر 13 دقيقة تتبع مسارات الشابة "استيل" التي تعمل في المكتبة وتتقفى خطواتها داخل مجتمعها لمدة يوم واحد، وهي مسار إنساني يرصد تفاصيل حياتها اليومية واحلامها للدراسة في الخارج لغاية وقوعها ضحية عمل ارهابي وهي تتأهب للالتحاق بجامعة بريطانية. كما تم تقديم فيلم "تشابشاق ماريكان"، بحضور، المخرجة الجزائرية امال بليدي و يروي على مدار 26 دقيقة قصة حدثت سنة 1995 بالعاصمة حيث انقلبت حياة سامية و نوارة البالغتين 12 سنة, اللتين كانتا تعيشان في سعادة و براءة, لتختفي الابتسامة عن وجهيهما بعد اغتيال والد نوارة ظنا من القتلة أنه الصحفي, والد سامية، ليستقر الخوف و العنف في يومياتهما و يتغير نمط حياتهما و سلوكهما كليا. و يرصد الفيلم الانتقال المفاجئ خلال سنوات التسعينيات من الطموح و التفكير في المستقبل الى النجاة من الرعب و اللاتسامح. من جهة أخرى، استمتع جمهور قاعة ابن زيدون بعرض فيلم التحريك القصير "سرد" للمخرجة الفلسطينية زينة رمضان الذي تسلط فيه الضوء على قصة فتاة من قطاع غزة تخرجت من قسم الإعلام تحاول الخروج من هذه المدينة المحاصرة من طرف جيش الإحتلال كما أنها متفوقة في مجال التصوير وتطمح لاكمال دراستها في مجال الإعلام خارج وطنها. و اعتمدت المخرجة في بناء عملها التحريكي على توظيف تسجيلات صوتية ومقاطع فيديو تحكي وقائعها الشابة لتعرض نموذجا للعديد من حالات معاناة الشباب لفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. و عرض في سياق ذات المنافسة فيلم "الصغيرة" للمخرجة الجزائرية أميرة إيمان خلف الله الذي يرتكز على شخصية طفلة صغيرة تلعب بكل براءة لوحدها في فضاء صحراء شاسعة تعج بالنفايات و تعاني من انعدام الماء لنكتشف في نهاية العرض أن تلك النفايات هي مخلفات التجارب النووية الفرنسية في منطقة رقان جنوبالجزائر خلال الفترة الاستعمارية. و تحيلنا لقطات الفيلم برمزية وشاعرية الصورة الى حوارات الفتاة مع جدها الذي فقد بصره بسبب تأثيرات الاشعاعات النووية. و ختمت المخرجة عملها بلقطات صوتية من خطاب الرئيس الفرنسي شارل ديغول في رمزية تحيلنا إلى ازدواجية الخطاب الفرنسي والجرائم التي اقترفها الاستعمار في الجزائر ضد الإنسان والطبيعة. و تتواصل فعاليات المهرجان الدولي ال11 للسينما بالجزائر المخصص للفيلم الملتزم, الى غاية 10 ديسمبر بمشاركة 60 فيلما من مختلف البلدان بينها 25 عملا ضمن المنافسة, وتركز هذه الدورة خصوصا على قضايا المقاومة والمرأة والبيئة.