جددت أحزاب سياسية وجمعيات من مختلف فعاليات المجتمع المدني, اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة, تضامنها المطلق مع المطالب المشروعة للشعب الصحراوي, وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وتصفية الاستعمار بآخر مستعمرة في القارة الإفريقية. جاء ذلك خلال وقفة تضامنية تم تنظيمها بمقر سفارة الجمهورية العربية الصحراوية, بمناسبة ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان و اعلان الاممالمتحدة 1514 الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. و اكد المشاركون -حسب البيان الختامي الذي تم تلاوته في نهاية الوقفة التضامنية-, انه "نظرا للتطورات الحاصلة والتي فرضت على الشعب الصحراوي العودة الى مسار الكفاح المسلح, كان لزاما علينا التواجد بينكم للتعبير عن دعمنا وتضماننا المطلق مع المطالب المشروعة للشعب الصحراوي الشقيق في إطار الشرعية الدولية وتقرير المصير وتصفية الاستعمار بآخر مستعمرة في القارة الإفريقية". و أهاب المشاركون "بجميع الشرفاء في العالم والمحبين للأمن و السلام, لوقف الاعتداءات المغربية و التعجيل بالعودة الى المسار الاممي القاضي بتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي الشقيق". وقال رئيس الفيدرالية الجزائرية للمجتمع المدني بفرنسا, محمد صاغور, في مداخلته بمناسبة الوقفة التضامنية, أن الجالية الجزائرية بالخارج "كانت ولا زالت تساند الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع من اجل نيل الحرية و الاستقلال", مشيرا الى أن "الشعب الصحراوي يتخذ من ثورة التحرير المجيدة قدوة له لتحقيق الاستقلال ". و ابرز في السياق ان الجالية الجزائرية في الخارج قامت بعدة تظاهرات امام البرلمان الاوروبي, احتجاجا على نهب خيرات وثروات الصحراء الغربية وبيعها للدول الاوروبية بثمن زهيد, مقابل صمت الأخيرة على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, ضاربة بذلك القرارات الاممية و المواثيق الدولية عرض الحائط. من جهته, سلط الخبير في القانون الدولي, بوجمعة صويلح, الضوء على الجوانب القانونية للقضية الصحراوية, "حيث تعطي كل المواثيق الدولية, الشعب الصحراوي الحق في تقرير المصير, انطلاقا من مرجعية القرار 1514 للدورة ال15 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر 1960". "المغرب يعيش مرحلة ضعف" وطالب صويلح, مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤوليته في استتباب الامن والسلم في المنطقة وشمال افريقيا وكل العالم, وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير. كما ابرز انتهاكات وجرائم الاحتلال المغربي بالمدن المحتلة, و كذا قفز المخزن على الشرعية الدولية من خلال عرقلة عمل بعثة الاممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (مينورسو), و أيضا الحصار الذي يفرضه على الاراضي المحتلة بمنع الإعلامين والحقوقيين من دخولها لتوثيق حقيقة الوضع في الميدان. من جانبه, عبر سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر, عبد القادر طالب عمر, عن اعتزازه وفخره بالتضامن "المميز" للأحزاب السياسية والمجتمع المدني الجزائري بمختلف فعالياته مع الشعب الصحراوي المكافح, ما "يؤكد قوة الترابط والتلاحم بين الشعبين الجزائري والصحراوي". وذكر بالمناسبة, ان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تحتفل في مايو المقبل بمرور نصف قرن على تأسيسها, و "هذا دليل على ان كفاح الشعب الصحراوي ضارب في العمق ولا يمكن ازالته أو محوه مهما كانت مناورات النظام المغربي ودعم القوى الاستعمارية و الصهيونية له". و ابرز في هذا الاطار, مكاسب الدولة الصحراوية بعد 50 سنة من تأسيس جبهة البوليساريو, "من تجربة عسكرية ودبلوماسية و سياسية وفي مختلف المجالات", مشددا على ان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير اصبح "حقا ثابتا ومعترفا به لا غبار عليه عند كل دول العالم". ونبه الدبلوماسي الصحراوي الى أن "المغرب يعيش حاليا مرحلة ضعف, وهو كالغريق الذي يستنجد بأي شيء", والدليل, يضيف, "انه ارتمى في احضان الكيان الصهيوني و داس على كل المقدسات". و ابرز في السياق المشاكل الداخلية التي تتخبط فيها المملكة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا, ما تعكسه الاحتجاجات العارمة و المتواصلة التي يعرفها الشارع المغربي. كما تطرق الى المؤتمر ال16 لجبهة البوليساريو الذي يعقد شهر يناير المقبل تحت شعار "تصعيد القتال لطرد الاحتلال و استكمال السيادة", مشددا على ان الشعب الصحراوي "سيواصل كفاحه لفرض تطبيق الشرعية الدولية".