يشهد نشاط صناعة الأجبان بولاية تيزي وزو، و الذي يجمع ما بين الحداثة و المحافظة على الجانب التقليدي للحرفة، تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ما يتطلب دعم هذه الديناميكية لتطويرها و الرقي بها، حسبما أشار إليه يوم الأحد، المختصين في القطاع. وفي اليوم الأخير من الطبعة الثانية للمهرجان الدولي للأجبان، الذي افتتح يوم الخميس الماضي، اكد العديد من منتجي الأجبان، من حرفيين و صناعيين، على أهمية هذه التظاهرة للترويج لمنتجاتهم من خلال التواصل المباشر مع المستهلك. كما ألح المشاركون في المهرجان على ضرورة تعزيز دعم البنوك وشركات التأمين للمهنيين الذين ينشطون في هذه الشعبة، و التكوين من أجل تحسين طرق التصنيع والنظافة. كما طالبوا بوضع استراتيجية لترقية صناعة الأجبان مبنية على أساليب الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بالمناطق المعنية. بالإضافة إلى هذا الجانب المتعلق بتحسين إنتاج الحليب ومشتقاته كما ونوعا، فقد اغتنم منتجو الأجبان و منضمو المهرجان، الفرصة، لتسليط الضوء على إمكانات ولاية تيزي وزو في مجال انتاج الحليب و صناعة الأجبان خاصة. وللتذكير ، فإن الجبن أو "أقوقلو" كما يسمى محليا، كان يصنع في الماضي من قبل النساء، من فائض الحليب حتى لا يتم التخلص من الكميات الزائدة. فكانت كل عائلة تمتلك أبقارا أو ماعز أو شاة، تقوم بتحويل الحليب الى الرائب بجعله يتخثر ، إما بشكل طبيعي (عندما يكون الجو حارا) أو باستخدام نسغ (عصارة) شجرة التين (و هي مادة مخمرة للحليب). ثم يستخدم الرائب في إنتاج الزبدة و اللبن أو الجبن أحيانا. وقد ظلت حرفة تحويل الحليب إلى جبن مهجورة لفترة معينة، قبل أن تعود هذه المهنة إلى الواجهة بفضل مستثميرن تلقوا تكوينا في المجال و قاموا بإنشاء وحدات تحويل الحليب إلى أجبان، خاصة الأجبان ذات العجينة اللينة. و حثت هذه الصناعة التحويلية العديد من المربين على تعلم المهنة لإنتاج الأجبان التقليدية، حسب مديرية المصالح الفلاحية. وعرف نشاط انتاج الأجبان بالولاية، تطورا هاما خلل السنوات الأخيرة حيث تحصي حاليا 38 وحدة لتحويل حليب البقر والماعز الطازج ، بعدما كانت لا تتعدى 18 ، قبل 7 سنوات ، وفقا للإحصائيات التي قدمتها المهندسة الزراعية بمديرية الفلاحة، مليكة مسعودي. === أجبان متنوعة تلقى استحسان زوار المهرجان === وأتاح المهرجان الدولي للأجبان فرصة للزوار، الذين توافدوا بكثرة طيلة التظاهرة، لاكتشاف و تذوق مختلف أنواع الجبن المصنوعة من حليب البقر والماعز و المنتجة محليا، و من بينها الجبن الطازج و الجبن المنسم بالأعشاب العطرية والثوم والفلفل الحار. وقام العديد منهم بشراء مختلف أنواع الأجبان، حيث حفزهم على ذلك الأسعار المنخفضة للمنتوج و بفضل البيع المباشر من المنتج إلى المستهلك. للتذكير تم افتتاح المهرجان، الذي نظمه المكتب الولائي للكونفديرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، يوم الخميس الماضي بالمعهد الوطني للفندقة والسياحة. واستقبلت التظاهرة خمسة سفراء و هم سفير جمهورية كرواتيا وتركيا و لبنان والكاميرون (الذين حضروا في اليوم الأول) ورومانيا (في اليوم الثاني)، حيث أشادوا بجودة الأجبان التي تم عرضها بالمناسبة.