تجددت الاشتباكات, اليوم الثلاثاء, بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع, بالعاصمة السودانية الخرطوم, وسط تفاقم لأزمة الغذاء والحاجة إلى الرعاية الصحية, حسب ما أوردته مصادر إعلامية. وبحسب المصادر الاعلامية, شهدت العاصمة الخرطوم تحليقا مكثفا للطيران الحربي في سماء المدينة, مع سماع أصوات دوي المدافع والقنابل, فيما شهدت المنطقة الصناعية وحي زقلونا وسط أم درمان, اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. كما استخدمت المدفعية الثقيلة بشوارع مدينة بحري شمالي العاصمة, وسط تصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة, حسب ذات المصادر. وفي السياق, أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط, أحمد المنظري, أن 4 ملايين طفل و امرأة حامل ومرضعة يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان, وسط تواصل القتال بين الجيش و قوات الدعم السريع. و أشار المنظري إلى أن أكثر من 100 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد مع مضاعفات طبية ويحتاجون إلى رعاية متخصصة. وقال أن أعمال العنف الخطيرة في السودان لها آثار فادحة على الصحة وتهدد حياة السكان, محذرا من احتمال انتشار الأوبئة مع دخول موسم الأمطار بسبب نقص إمدادات مياه الشرب, في ظل خروج بعض محطات المياه من الخدمة والتقارير التي تفيد بأن الناس يلجؤون إلى مياه الأنهار والمخاوف من تفشي الأمراض. وعبر المدير الإقليمي عن خشيته من تفاقم سوء التغذية مع عدم القدرة على الوصول إلى الأسواق المحلية أو تحمل تكاليفها, فضلا عن توقف عمليات برنامج الأغذية العالمي. وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من تفش واسع النطاق لعدد من الأمراض الوبائية في السودان بسبب تدهور النظام الصحي نتيجة الصراع وعدم قدرة المنظمة ومنظمات أممية وحكومية أخرى على الوصول إلى المناطق المتضررة. بدوره, اجتمع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان, فولكر بيرتس, و رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي, موسى فكي, ومفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن بالاتحاد الافريقي بانكول أدوي, امس الاثنين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وقالت بعثة الأممالمتحدة لدعم الانتقال بالسودان أن الاجتماع تبادل وجهات النظر لبحث جهود التوصل إلى حل سلمي في السودان. وتشهد السودان, منذ منتصف أبريل الماضي, اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع, خلفت آلاف القتلى والجرحى, إضافة إلى أن أكثر من 2.8 مليون شخص فروا من منازلهم و أصبح أكثر من 560 ألف منهم لاجئين في الخارج جراء الأزمة الانسانية.