ولاية بوجدور (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - أكد المشاركون في الملتقى الدولي الأول للتبادل الثقافي من أجل السلام, الذي انطلقت فعالياته يوم الثلاثاء بمخيمات اللاجئين الصحراويين, على دور هذا الموعد في التأكيد على التضامن مع الشعب الصحراوي, كونه فضاء لنشر قيم السلام التي تتطلع إليها الشعوب. و يجري الملتقى تحت شعار "السلام في العائلة", بحضور باحثين ومثقفين من عدة دول بالإضافة إلى مهتمين بموضوع الملتقى. و نقلت وكالة الانباء الصحراوية (وأص) عن وزير الثقافة الصحراوي, موسى سلمى, في كلمته خلال افتتاح الملتقى, أن هذا الموعد يعد "آلية من الآليات المهمة ذات الأبعاد الإنسانية التي تحظى باهتمام واسع من قبل المجتمع الدولي", مرجعا ذلك لارتباطه وتكامله مع موضوع الحوار بين الثقافات والحضارات, بالإضافة الى كونه فرصة "لتفتح الجميع من أجل التقدم سويا نحو التعامل مع الهويات المختلفة على أساس قيم كونية مشتركة أساسها المساواة والعدالة". و أضاف موسى سلمى أن الملتقى الدولي الأول للتبادل الثقافي, محطة أيضا "لإبراز التنوع الثقافي بين الشعوب وخلق الفرصة لتنمية العلاقات بين الشعوب والأمم و إرساء القواعد الراسخة للتعاون الدولي على أساس الاحترام التام للخصوصيات الروحية والثقافية والحضارية لكل مجتمع", ودعا الباحثين و المثقفين والمهتمين إلى لعب دور رئيسي في حماية الشعوب المظلومة التي يتعرض تراثها الثقافي والحضاري لمحاولات التشويه والتزوير والطمس والتدمير, والدفاع والمرافعة عنها. و من بين هذه الشعوب - يقول وزير الثقافة - الشعب الصحراوي, "الذي تعرض ومازال لمحاولات القضاء عليه وعلى هويته وثقافته وحضارته الإنسانية, بداية من الاستعمار البرتغالي, وصولا للاحتلال المغربي الغاشم". و اغتنم الفرصة هنا للحديث عما يقوم به الاحتلال المغربي من أشكال القمع والتعذيب والانتهاكات ضد المواطنين الصحراويين العزل في المدن المحتلة, لا لشيء إلا لأنهم يرفضون الاحتلال ويطالبون بحقهم في الحرية وتقرير المصير والتصرف في ثرواتهم الطبيعية. من جهتها, اعربت والي ولاية بوجدور, الديه محمد شداد, عن أملها في أن يحقق الملتقى الدولي للتبادل الثقافي, النتائج والتطلعات المرجوة منه, "خدمة للسلام كمبدأ من مبادئ احترام الشعوب". نفس التطلع أبداه المحجوب سيدي, وهو أحد المشرفين على الملتقى, الذي اعرب عن أمله في أن يساهم هذا اللقاء في "إعلاء صرح المحبة والتسامح والتضامن ضد الظلم المغربي الذي يعيشه الشعب الصحراوي, وتحقيق المزيد من الدعم والتضامن مع نضال الشعب الصحراوي". و أضاف المحجوب سيدي أنه "لا يمكن الحديث عن السلام الذي نرجوه جميعا في ظل الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الصحراوي بالمدن المحتلة", مشيدا بالدور الذي يلعبه المتضامنون في جعل الملتقى الدولي, محطة للتضامن مع الشعب الصحراوي والتعريف بقضيته العادلة. ممثلة الوفد الأمريكي, جانيت لانز, وفي مداخلتها, قدمت في البداية الشكر للحكومة الصحراوية وللشعب الصحراوي الذي اعتبرته "مصدر إلهام للقيم والصداقة والحب", مشيرة بالقول: "أتينا من عدة اماكن في العالم لقبول دعوة الحكومة والشعب الصحراوي للمشاركة في هذا الملتقى الدولي للتبادل الثقافي, والذي نعتبره فرصة للتسامح والعيش بسلام والإستفادة من التجربة الثرية للشعب الصحراوي". و أضافت قائلة: "تعلمت الكثير من خلال العمل مع الشعب الصحراوي, العادات والتقاليد التي تميزه عن بقية الشعوب", معربة عن أسفها لما يحدث له "من ظلم لا يستحقه". كما يلعب الملتقى دورا هاما - حسب المنظمين - في تحقيق التضامن بين البشرية لتتجاوز التحديات والأخطار التي يتعرض لها العالم والتي تهدد شعوب المعمورة, خاصة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية التي يعرفها العالم من حروب و أزمات. و أشارت "وأص" الى ان الملتقى سيتخلله تنظيم ورشات عمل تناقش مفهوم الأسرة في المجتمع الصحراوي, بالإضافة إلى محاضرات ولقاءات.