نظم المجمع الجزائري للغة العربية, اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة, ندوة علمية حول "اللغة العربية ورهانات العصر", احياء لليوم العربي للاحتفاء باللغة العربية المصادف للفاتح مارس من كل سنة, أبرز إثرها المشاركون قيمة اللغة العربية في الجزائر وسبل تعزيز مكانتها العلمية وتشجيع الشباب على استخدامها. ولدى إشرافه على انطلاق هذه الندوة, أكد رئيس المجمع, شريف مريبعي, بأن الاحتفاء بهذا اليوم يندرج ضمن المهام المنوطة بالمجمع الذي له أهداف ذات أبعاد علمية, ومطالب بأن يسعى لتمكين اللغة العربية من "كسب الرهانات التي تجعلها مواكبة للعصر ولغة اختراع علمي وتكنولوجي". وأضاف قائلا بأن احتفاء الجزائر باللغة العربية, في يومها العربي, يهدف إلى "تعزيز قيمة اللغة العربية وأهميتها كواحدة من أغلى ثروات الوطن العربي وأغلى موروثاته الثقافية والأدبية"، حاثا الباحثين والمتخصصين على ضرورة "تعزيز الوعي العام بقيمة اللغة العربية وجمالها وتشجيع الشباب على استخدامها والحفاظ عليها و تطوير استعمالها". وفي سياق ذي صلة, أبرز السيد مريبعي أنه عند الحديث عن اللغة العربية اليوم "يجب أن نتبنى خطابا مغايرا يستجيب للموضوعية العلمية ويتواءم ومتطلبات التشخيص العقلاني, من دون أن ينخرط في مجال الاستيلاب الثقافي", داعيا أعضاء المجمع إلى القيام ب "دور فعال" لكسب الرهانات لتبقى هذه اللغة مصدر إشعاع وأداة تعبير الآداب والفنون والعلوم. وعرفت الندوة مشاركة عدة باحثين جامعيين, حيث تطرق عمر الحسن في مداخلته إلى السبل الكفيلة بالتغلب على ذلك السيل من المصطلحات التي نتجت عن التدفق العلمي الرقمي الراهن, وسبل مواجهة ذلك من خلال بعض الحلول الناجعة, واستلهام العبرة في ذلك من ماضي اللغة العربية المضيء الذي استوعب علوم عصر آنذاك, ومن خلال حركات الترجمة والتأليف العلمي النشط. وعالجت من ناحيتها أمينة طيبي الخصائص اللسانية للغة العربية سواء الإفرادية منها أو التركيبية التي توفر روافد تيسير تجعل اللغة العربية تواكب في سهولة وفي طواعية فريدة التدفق العلمي الرقمي الحاصل حاليا مستوعبة ثراءه و تنوعاته, خصوصا إذا تجردت لذلك الهمم العلمية العالية. في حين ذهبت مداخلة بشير إبرير إلى طرح جانب فكري حساس تنهض به اللغة العربية, على غرار سائر اللغات البشرية, يتمثل في أن تمكن أهلها منها لا يضمن لهم أمنهم الوجودي في وجه المد اللغوي العالمي وأمنهم الفكري والثقافي فحسب, ولكنه يحصنهم اجتماعيا وسياسيا بل وتكنولوجيا مما يحتم عليهم العناية بتعليمها وتعلمها وتيسير سبل نشرها. وعرفت هذه الندوة حضور رئيس المجلس الإسلامي الأعلى, أبو عبد الله غلام الله, ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية, صالح بلعيد, ورئيس المحافظة السامية للغة الأمازيغية, سي الهاشمي عصاد, وكذا رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات, محمد هشام قارة. وفي إطار هذه الندوة, تم تنصيب اللجان الدائمة للمجمع الجزائري للغة العربية الخاصة بالترجمة والمخطوطات والنشاطات الثقافية والعلمية وغيرها والتي باشرت أعمالها, فضلا عن إطلاق منصة "مجمعي" الرقمية الخاصة بأعضاء المجمع والتي ستتيح لهم العمل الجماعي عن بعد.