تلجأ قوات الاحتلال الصهيوني في الآونة الأخيرة إلى أسلوب "التحقيق الميداني" كطريقة جديدة تسبق اعتقال المواطنين الفلسطينيين خاصة في مدن وقرى الضفة الغربية، تهدف من خلالها إلى انتهاك خصوصياتهم وترهيبهم نفسيا أمام أهاليهم وذويهم قبل أن يتم اقتيادهم إلى مراكز الاعتقال. وعمد جيش الاحتلال الصهيوني إلى تكثيف هذه الطريقة منذ الأسابيع القليلة الماضية لزيادة الضغط على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالموازاة مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها في قطاع غزة. كما يحاول من خلالها ترهيب الشعب الفلسطيني بعدما فشلت كل الطرق لطمس عدالة القضية الفلسطينية. و أوضح المتحدث باسم نادي الأسير الفلسطيني، أمجد النجار، في تصريح لوأج, أن "التحقيق الميداني يتم بشكل شبه يومي وعموما يكون في ساعات الفجر الأولى تقريبا الساعة الرابعة، حيث تقوم قوات الاحتلال الصهيوني باقتحام عشرات البيوت واعتقال العشرات من المواطنين للتحقيق معهم". وأضاف ذات المسؤول أن قوات الاحتلال تستخدم خلال هذه العملية "بيوت المواطنين بمثابة ثكنات عسكرية، حيث يتخذ ضباط المخابرات البيت كله كمركز تحقيق بشكل مباشر مع المعتقلين، ترافقهم كاميرا للتوثيق وجندي يدون كل ما يدلي به المواطنين. وبعد الانتهاء من التحقيق مع كل الموقوفين، يعتقلون البعض ويخلون سبيل البعض الآخر، وفي أحيان أخرى يعتقلونهم كلهم". وأكد الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، ثائر شريتح, أن "التحقيق الميداني يتم استخدامه بشكل واسع وكبير من قبل جيش الاحتلال الصهيوني حيث يتم اقتحام القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية وتكثيف الاعتقالات العشوائية لعدد كبير من المواطنين وتجميعهم في مكان معين ويبدأ ضباط المخابرات بالتحقيق معهم سواء في منزل يتم احتلاله أو في ساحة معينة", مشيرا إلى أن "الاستجوابات تكون عبارة عن جلسة أولى من جلسات التحقيق في معظم الأحيان يتم الإفراج عن جزء من هؤلاء المعتقلين وتحويل جزء آخر للاعتقال الدائم أو نقل المعتقلين إلى مراكز الجيش أو مراكز التوقيف للاحتلال الصهيوني". وأبرز شريتح أن عمليات الاعتقال لإجراء التحقيق الميداني "تشمل كافة فئات الشعب الفلسطيني من أطفال وشباب وكبار السن ونساء", مضيفا أنه يتم "تخريب بيوت المواطنين بعد الانتهاء من عمليات التحقيق الميداني وتحطيم ممتلكات البيت الذي تم اتخاذه كثكنة لإجراء عمليات التحقيق". وبخصوص عدد المواطنين الذين تعرضوا للتحقيق الميداني، قال شريتح: "لا توجد هناك أرقام واضحة حول عددهم، لكن كل يوم تقريبا هناك اعتقالات وفي غالب الأحيان يكون هناك تحقيق ميداني سبق عمليات الاعتقال". وأفاد الناطق باسم هيئة الأسرى أنه "خلال عمليات التحقيق الميداني، يتم انتهاك خصوصيات المواطنين والترويع النفسي والتهديد بالاغتصاب، حيث يركز التحقيق الميداني على عامل تهديد الأسرى وانتهاك خصوصيات الأسر باعتقال أخت أو زوجة الشخص المطلوب أو والديه رغم كبر سنهما". وأشار أمجد النجار الى أن "التحقيق الميداني له أسباب عديدة من بينها كثرة عمليات الاعتقال في الضفة الغربية واكتظاظ السجون الصهيونية ومراكز الاحتجاز عن آخرها، لذلك عمدت قوات الاحتلال إلى هذه الطريقة قبل تنفيذ عمليات الأسر". ولفت الناطق باسم نادي الأسير الى أن "اعتقال المواطنين يتم بشكل عشوائي بعد اقتحام البلدات.