يواصل الاحتلال الصهيوني, يوم الأربعاء, عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم ال44 على التوالي وسط تعزيزات عسكرية مترافقة مع حصار خانق ومداهمات للمنازل وطرد سكانها, حسبما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وذكرت الوكالة أن الاحتلال يواصل الدفع بتعزيزاته العسكرية إلى محيط مخيم جنين, كما يستمر تمركز آلياته العسكرية أمام مستشفى جنين الحكومي, وتتواجد الدبابات في الأماكن القريبة من المخيم. ويمنع الاحتلال الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار, والخراب داخله وتغطية ممارسات الاحتلال بحق المواطنين فيه. وكان قد استشهد أمس الثلاثاء ثلاثة شبان في محافظة جنين. وانسحبت قوات الاحتلال الصهيوني من الحي الشرقي في مدينة جنين بعد تدمير واسع في البنية التحتية والشوارع وخطوط الكهرباء, كما فجر الاحتلال شقة سكنية وأجبر عددا من الأهالي على مغادرة منازلهم. كما اعتقل جنود الاحتلال عدة شبان من الحي قبل انسحابهم. ونقلت "وفا" عن مدير دائرة العلاقات العامة في بلدية جنين, بشير مطاحن, قوله أن الاحتلال عمد إلى تدمير كامل لكل مناحي الحياة في مخيم جنين. وأضاف أن طواقم البلدية تمكنت من الدخول إلى مسافة 10 أمتار فقط من المخيم, وأن هذه المسافة كشفت دمارا هائلا في كل ما هو موجود في المخيم. وأكد أن الاحتلال أعاد رسم المخيم من خلال عمليات توسيع الشوارع وإغلاق عدد منها, وكل عمليات التجريف والتدمير التي تحصل في أحياء المخيم هدفها إنهاءه. وحول الخسائر, قال نفس المصدر أنه من الصعب إحصاء أرقام دقيقة للخسائر بسبب استمرار العملية ووجود جنود الاحتلال الذين يمنعون الطواقم من ممارسة عملهم, لافتا إلى أن التقديرات تشير إلى خسائر في الخدمات الأساسية والشوارع والبنى التحتية تقدر بالملايين. وحتى الآن هجر الاحتلال قرابة 20 ألف من سكان مخيم جنين, الذين توزعوا على قرابة 39 بلدة وهيئة محلية, ويعمل الاحتلال على تغيير معالم المخيم من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلا بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي. كما قام الاحتلال ب336 مداهمة, وتفتيش واخضاع للتحقيق الميداني, وشنت طائراته المسيرة قرابة 15 عملية قصف, فيما يغلق الاحتلال مداخل مخيم جنين كافة بالسواتر الترابية. وحتى الآن خلف العدوان غير المسبوق على مدينة ومخيم جنين 30 شهيدا إضافة الى عشرات الإصابات, ونزوح آلاف المواطنين من منازلهم في المخيم, وعدد من أحياء المدينة.