واصلت قوات الاحتلال الصهيوني, يوم الثلاثاء, عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال23 على التوالي, وعلى مخيم نور شمس لليوم العاشر, وسط تصعيد للعدوان وتدمير لمزيد من الشوارع والبنية التحتية وهدم وحرق وتفجير للمنازل. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر فلسطينية قولها أن "قوات الاحتلال عمدت بعد منتصف الليل, على إحداث تفجيرات ضخمة يرافقها إطلاق الرصاص الحي داخل مخيم نور شمس, سمع دويها في أرجاء المدينة وضواحيها, ما تسبب في اشتعال النيران في محيط مسجد أبو بكر الصديق في ساحة المخيم". وفي السياق ذاته, واصلت قوات الاحتلال حصارها الخانق لمخيم نور شمس, تخلله تدمير إضافي للبنية التحتية بشكل كامل, ومداهمات واسعة للمنازل وتخريب محتوياتها, وهدم وتجريف منازل أخرى في حارات المنشية والجامع والجورة والشهداء والمدارس وإغلاق مداخل المنازل والمحلات التجارية بالسواتر والركام. وفي مخيم طولكرم, أطلقت قوات الاحتلال القنابل الضوئية في السماء, بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق نار كثيف, وسط الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية إليه, في الوقت الذي يشهد دمارا واسعا في البنية التحتية والممتلكات وانقطاعا كاملا لشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات. من جهة أخرى, شرعت قوات الاحتلال اليوم بعملية هدم واسعة للمنازل في المخيم, في ظل العدوان المتواصل عليه لليوم ال23 على التوالي. وكانت قوات الاحتلال اخطرت بهدم 14 منزلا, بذريعة شق شارع وسط المخيم. وبحسب تقديرات أولية تم رصدها وفقا للمشاهدات الميدانية والبيانات الرسمية الصادرة عن محافظ طولكرم, فقد بلغ عدد المنازل التي دمرها الاحتلال بشكل كامل خلال العدوان المستمر على مخيم طولكرم, 22 منزلا على الأقل, و300 منزل بشكل جزئي, واحراق 11 منزلا, فيما قدر عدد المهجرين قسرا بنحو 10450. وتعمدت قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والاتصالات في المخيم. وفي هذا الصدد, دعا محافظ طولكرم عبد الله كميل, المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية, للضغط على الاحتلال لوقف الجريمة والمجزرة بحق مخيم طولكرم. وقال كميل, في تصريح صحفي, أن قوات الاحتلال تهدف من خلال هذه الجرائم إلى ضرب المكان الوجودي للمخيم, باعتباره شاهدا على جريمة العصر وهي "النكبة", علاوة على استهداف وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وغيرها من الجرائم التي تمارس يوميا بحق أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان. وأضاف أن كل ما تقوم به قوات الاحتلال من عدوان مستمر بحق محافظة طولكرم, واجبار السكان على النزوح قسرا من مخيمي طولكرم ونور شمس منذ 23 يوما, مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني وجميع المواثيق والأعراف الدولية. وأكد قائلا : "كل ذلك يزيد من إصرارنا على التمسك بالحقوق الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف, وصولا إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية". يذكر أن عمليات الاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية تصاعدت منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023 بشكل كبير في مختلف المحافظات وطالت الكثير من المناطق والآلاف من الشبان لتشكل أبرز "أدوات سياسة العقاب الجماعي" بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية. ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدن ومخيمات الضفة الغربيةالمحتلة, مخلفا عديد الشهداء والجرحى, لاسيما في مدن جنين وطولكرم وطوباس التي تتعرض لعمليات قتل وتخريب منذ نهاية يناير الماضي.