تميزت نشاطات الأسبوع الثقافي لمنطقة طاسيلي ناجر (ايليزي) بمزيج من الألوان والأنغام أبهرت الجمهور الغفير الذي استمتع بمختلف العروض المقدمة بعاصمة الزيانيين. وقد اختتمت فعاليات هذا المهرجان للفنون الشعبية في أجواء متميزة سهرة الجمعة إلى السبت على مستوى المعلم التاريخي للحوض الكبير بعد أسبوع كامل من الأنشطة والتبادلات الثقافية. وقد شكلت الآلة الموسيقية "إمزاد" الأحادية الوتر المخصصة النساء فقط احدى أهم النقاط البارزة خلال هذه التظاهرة الثقافية حيث حازت على استحسان الجمهور الذي تجاوب مع نغماتها الجميلة. وتعرف هذه الآلة التقليدية التي تعزفها النساء الترقيات "بمفعولها الساحر" حسبما أشار اليه بن عصمان حمي أستاذ الموسيقى الأندلسية بتلمسان. وقدم الموسيقيون رجالا ونساء وهم جالسون على الأرض بأزيائهم التقليدية الفن الترقي فى مختلف أشكاله مما يعكس مدى أصالة وتنوع التراث الثقافي الجزائري. وقد أدخلت السهرة الختامية الفرحة في نفوس المتفرجين الذين لم يتوقفوا عن طلب المزيد مع نهاية كل عرض في أجواء امتزجت فيها الزغاريد والتصفيقات الحارة. كما أثار الجمهور التلمساني إعجاب الوفد الثقافي لولاية ايليزي الذي قدم استعراضات فنية بكل من دوائر مرسى بن مهيدي والغزوات وعين فزة حيث وصفه أحد مسؤولي الوفد الضيف بجمهور "ذهبي ذو ذوق رفيع للفن" مبرزا أهمية التبادلات بين الولايات من أجل تثمين و الحفاظ على فن الأسلاف.