كانت لإطلالة الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي على ركح مسرح الهواء الطلق الجديد في آخر ليلة (ليلة السبت إلى الأحد) من عمر مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 32 مفعول السحر فأبهرت الجمهور الذي حضر بقوة لتحية (حمامة السلام) التي قالت بأنها "جاءت إلى الجزائر و تيمقاد وهي تحمل رسالة حب وسلام لا حدود لها". ورحلت الفنانة العربية الكبيرة بالحضور إلى زمن الفن الراقي والكلمة الجميلة واللحن العذب الذي يخاطب المشاعر و الأحاسيس وأتحفتهم بأجمل أغانيها التي أشادت بالحب والسلام والإنسانية و الإنسان ورسمت بصدق أحزان وآلام ودموع المظلومين. فمن "يا بلادنا مهما نسينا" و "غني أحبك أن تغني" و "كيف في أشفى منك" إلى "أحبك جدا" و "خذني حبيبي على الهنا" و "غني لي" و "بالقلب خليني" و ''عينيك ليالي صيفية" و "ما حدى بيعبي مطرحك بأقلبي" ثم ''يسمعني حين يراقصني" و "شوف شوف ياحبيبي" و "أنا اعتزلت الغرام" و "غني أحبك أن تغني" و "عم يسألوني عليك الناس" فألهبت ماجدة مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد الذي أنجز بمحاذاة الموقع الأثري القديم طيلة ساعتين من الزمن مرت كثواني معدودات. وأمتعت الفنانة التي يحملها الجزائريون في القلب الحضور بأغنية "مراح اسأل عن شي" و قالت السيدة ماجدة عن هذه الأغنية التي كتبت كلماتها ولحنها مروان خولي بأنها تغنيها لأول مرة بالجزائر وهي مهداة إلى كل إنسان يسعى لتحقيق الأفضل في حياته مهما كانت الظروف والعوائق. وكانت مفاجأة ضيفة تيمقاد التي ارتقت بالمهرجان بدرجات في هذه السهرة التي كانت جد مميزة تأديتها لأغنية نعيمة الدزيرية "أنا لولية" تحت التصفيقات الحارة للجمهور الذي وقف مطولا لتحية هذه النجمة التي سطعت في سماء الأغنية العربية وأضاءت بإطلالتها البهية وصوتها الملائكي ركح تامقودي وكانت مسك ختام مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 32 . وأظهر جمهور تيمقاد الذي جاء من مختلف أنحاء الوطن في هذه الليلة التي كانت "أنجح ليالي تامقودي لهذه السنة" تذوقه للفن الراقي واللحن الجميل بتجاوبه الكبير مع الوصلات الغنائية التي قدمتها (حمامة السلام) بتفان وحب كبيرين وأثبت مرة أخرى بأنه جمهور ذواق و إن كانت تستهويه النغمة الشبابية (وما أكثرها اليوم) فهو يحترم الفن النبيل ويكون متفاعلا معه كلما سمحت الفرصة. وكشفت الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي للجمهور الذي جاء لتحيتها قبل الاستمتاع بأغانيها الجميلة بكل تواضع وتأثر عميق عن مدى تقديرها وحبها للشعب الجزائري قائلة "انتو شعب كريم يستحق كل أوسمة الحرية شعب عظيم علمنا الدفاع عن بلده و احنا ما راح ننساه و تستحقوا أن تبقوا في القلب بمكانة الأبطال يا لي ما بيتنسوا و يظلوا في القلب والتاريخ". وأضافت "أعبر لكم عن حبي العظيم للجزائر والشعب الجزائري والوقوف بتيمقاد حلم كبير تحقق في هذه الليلة المشرقة بحضوركم و هو شرف لي ولكل الفرقة اللبنانية أن نسهر معكم اليوم ونحيي الحفل الختامي لمهرجان تيمقاد الدولي". وكانت السيدة ماجدة الرومي نشطت مساء الجمعة الأخير ندوة صحفية بمقر ولاية باتنة بحضور مدير الديوان الوطني للإعلام والاتصال ومحافظ مهرجان تيمقاد الدولي السيد لخضر بن تركي وجمع غفير من ممثلي الصحافة الوطنية تحدثت فيها بكل حميمية عن ارتباطها بالجزائر وحبها الكبير لبلد المليون ونصف المليون شهيد وكذا إعجابها الشديد بالموسيقى الجزائرية وثرائها واقترحتها لترقية الأغنية العربية. وشهد حفل الاختتام الذي ميزته أجواء بهيجة تكريم عدد من الوجوه الإعلامية التي سهرت على تغطية التظاهرة طيلة عشرة أيام بالإضافة إلى بعض المؤسسات المساهمة في إنجاح هذه الطبعة. وكانت الهدية درع المهرجان الذي هو عبارة في مجسم أنيق لقوس تراجان الذي يميز الموقع الأثري الروماني والذي اتخذ منذ 32 سنة كرمز لمهرجان تيمقاد الذي كان في البداية تظاهرة للفنون الشعبية ليرتقي بعدها إلى مهرجان دولي.