عاشت مدينة بومرداس يوم الأربعاء على وقع أحداث مهرجان شعبي كبير نظم في إطار التضامن و مساندة انتفاضة الاستقلال بالأراضي الصحراوية المحتلة بحضور وفد حقوقي صحراوي من هذه الأخيرة. وعرفت هذه التظاهرة التضامنية المميزة المنظمة في إطار دورة خاصة ضمن تواصل فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية حضور عدد كبير من الإطارات الصحراوية و أعضاء حكومتهم إلى جانب عدد كبير من الشخصيات الجزائرية و ممثلي ورؤساء مختلف المنظمات و الهيئات الوطنية و الطلابية و العمالية. واستهل نشاط هذا المهرجان الخطابي المنتظم بقاعة متعددة الرياضات بمدينة بومرداس بكلمة المناضل الصحراوي الصباح إبراهيم من الأراضي الصحراوية المحتلة نقل فيها واقع و حال الانتفاضة التي يقودها الشعب الصحراوي بداخل الأراضي المحتلة مشيدا ب"عزيمة المناضلين و تأكيدهم على الاستمرار في النضال بكل الوسائل لتحقيق الاستقلال التام لكل الوطن رغم عنف المحتل و سياسته الترهيبية و القمعية". وتداول بعد ذلك على منصة الخطابة التي تخللها إلقاء أناشيد وطنية وقصائد شعرية كل من الحاج محرز العماري رئيس اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب الصحراوي حيث أشاد فيها "بالدور الهام الذي تؤديه الانتفاضة الشعبية داخل الأراضي الصحراوية المحتلة" مؤكدا في نفس الوقت بأن" الشعب الجزائري سيبقى ثابتا ووفيا للقضية الصحراوية و لكل قضايا التحرر عبر العالم مهما طرأت من أحداث و مصاعب". وعن موقف الجيش الشعبي الصحراوي من مختلف القضايا المستجدة على الساحة أعاد سيدي وكال رئيس المحافظة السياسية للجيش الصحراوي في كلمته بالمناسبة التأكيد على "الاستعداد التام و الدائم من أجل مواصلة الكفاح الميداني المسلح ونحن في الجيش الصحراوي رهن إشارة القيادة و الشعب الصحراوي من أجل التضحية بالغالي و الرخيص لطرح المستعمر و استرجاع السيادة ". كما فضح سيدي وكال في كلمته "انتهاكات حقوق الإنسان و القمع و الممارسات الهمجية التي يتعرض لها الشعب الصحراوي على يد المستعمر" مؤكدا بأن هذا المهرجان هو" فرصة للتأكيد على شد أيادي انتفاضة الاستقلال و الإشادة بدورها الحضاري الذي تلعبه بالأراضي الصحراوية المحتلة". وفي كلمته شدد الطيب بلهواري رئيس الكتلة البرلمانية للصداقة الجزائرية الصحراوية على أن "رسالة 1 نوفمبر 1954 لن تكتمل ما دام هناك شعب مقهور لم ينل إلى حد اليوم استقلاله و ستبقى مستمرة (رسالة نوفمبر ) إلى غاية تحقيقها استقلال الشعب الصحراوي الشقيق وكل الشعوب المقهورة عبر العالم". وبعد تذكيره بالمساندة التاريخية من الشعب الجزائري لنضال الشعب الصحراوي دعا المتحدث إلى ضرورة "الاستلهام من طول و استماتة و صمود كفاح الشعب الجزائري الذي لم ييأس في ذلك إلى غاية تحقيق استقلاله" لأن هذا المبتغى حسبه دائما "نتيجة حتمية للتضحيات المتواصلة". ومن جانبه أشاد محمد عليوي الأمين العام لإتحاد الفلاحين الجزائريين في كلمته بكفاح و نضال الشعب الصحراوي من أجل نيل حقوقه المشروعة معتبرا بأن"المقاومة بكل الوسائل هي شرف لكل الشعوب و البلدان المحتلة " و جزائها "يكون لا محالة النصر دائما لأنها عادلة" مذكرا في نفس الوقت" بوحدة كل المؤسسات و المنظمات الشعبية و المهنية الجزائرية في موقفها اتجاه القضية الصحراوية العادلة منذ انطلاقتها و إلى اليوم". وأشادت الوزيرة في حكومة الجمهورية العربية الصحراوية مريم السالك في كلمة ألقتها بالمناسبة باسم المرأة الصحراوية برموز الانتفاضة الشعبية بالأراضي الصحراوية المحتلة على غرار المناضلة الحقوقية سلطانة خير التي حلت ضيفة على الجامعة الصيفية و المهرجان رفقة وفد من المناضلات الصحراويات رغم الصعاب و المضايقات. وحيت السالك بالمناسبة دور المرأة الصحراوية و صمودها الكبير في النضال مؤكدة استعدادها "للتضحية بالغالي و النفيس من أجل تحقيق مقاصدهم المشروعة" كما حيت المساندة ألا متناهية التي يلقاها الشعب الصحراوي من الشعب الجزائري.