ميجك (الاراضي الصحراوية المحررة)- قال الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر يوم الثلاثاء بمدينة ميجك أن الاحتفال بالذكرى ال35 للإعلان عن وحدة الشعب الصحراوي يقدم لمحة عن المكتسبات العديدة التي حققها الشعبالصحراوي دون أن يتم الفصل "نهائيا" في النزاع القائم بينه و بين المحتل المغربي. و في مداخلة له خلال انطلاق الاحتفالات المخلدة للذكرى ال35 للاعلان عن وحدة الشعب الصحراوي صرح طالب يقول " من الواضح أن نسجل اليوم المكتسبات الكبيرة التي تم تحقيقها دون أن يتم الفصل نهائيا في نزاعنا مع المحتل المغربي" منددا بكون المغرب " لازال يضرب بالحقوق الشرعية للصحراويين عرض الحائط منها استعادة حريته و استقلاله". كما تأسف المتحدث لكون المشكل الصحراوي قد سلك دروبا و واجه صعوبات منذ وقف اطلاق النار في 6 سبتمبر 1991 . في نفس السياق صرح الوزير الاول الصحراوي أنه " منذ اعلان الهدنة لازال العدو يحاربنا على عدة جبهات و هي الجبهة الديبلوماسية و الاقتصادية و الاعلامية بهدف ممارسة ضغط علينا من خلال استعمال كل ما لديه من امكانيات للمساس بانسجام جبهتنا الداخلية". من جهة أخرى صرح نفس المسؤول أن الشعب الصحراوي قد أفشل كل التواطئات مذكرا في هذا الخصوص بالانتفاضة السلمية للصحراويين بالأراضي المحتلة و بجنوب المغرب و كذا في بهو الجامعات داخل المغرب يوم 21 ماي 2005 . في نفس الاطار أكد المسؤول الصحراوي أن هذه الانتفاضة قد سمحت بتحقيق " قفزة نوعية" في كفاح الشعب الصحراوي و " اسماع صوته بالمحافل الدولية". كما اعتبر أنه كلما قاد هذا النضال الشعب الصحراوي نحو هدفه " يضاعف العدو تعنته من خلال بث سمه لتغطية فشله". و حسب قوله دائما فان الشعب الصحراوي يبقى " يؤيد الحلول الديمقراطية و رقابة دولية لحقوق الانسان" موضحا أن " السلطات الصحراوية قد رفعت دائما هذا التحدي في وجه سلطات المحتل". و قد ذكر في هذا الخصوص بالناشطين الصحراويين الثلاثة من أجل حقوق الانسان الذين يقبعون بالسجون المغربية منذ سنة و هم علي سالم تامق و ابراهيم دهان و حمادي ناصري حبث وجه بالمناسبة نداء للرأي العام العاليم من أجل العمل على اطلاق سراحهم. كما ذكر الوزير الاول الصحراوي بمضمون الرسالة الأخيرة للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس التي وجهت لأصدقاء بان كي مون و التي تضمنت العراقيل التي يضعها المغرب لمسار المفاوضات في محاولة لفرض " اقتراحه المتمثل في الحكم الذاتي" كقاعدة أساسية لحل النزاع و كذا عرقلته للإجراءات وضع الثقة بين الطرفين خصوصا في مجال تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية التي يفصلها " جدار العار". من جهة أخرى أكد نفس المسؤول أن " الوضع الحالي يوحي بأن هذه المرحلة تعرف فترة اضطرابات و تصعيد يهددان بنشوب انفجار بالنظر الى الطريق المسدود اذا ما لم يتم التوصل الى مخرج من خلال الضغط على المغرب مما قد يدفعه الى الامتثال لارادة المجتمع الدولي". و عليه كشف طالب أن نزاع الصحراء الغربية " حال دون تحقيق مسار التعاون بين بلدان المغرب العربي في مجال مكافحة الجريمة العابرة للأوطان أي الارهاب و تهريب المخدرات و الهجرة السرية". كما ندد يقول " ان هذا الوضع لا يهدد فقط الامن بالمنطقة المغاربية الصديقة بل انه يتجاوز هذا الاطار بهدف المساس بأمن و مصالح أوربا و العالم". في هذا الخصوص اعتبر الوزير الأول الصحراوي أن هذا الوضع " يملي" للأمم المتحدة و كل المنظمات الدولية ضرورة ضرورة المضي قدما نحو" التوصل الى ديناميكية سياسية جديدة بهدف دفع مسار السلام نحو الأمام و تفادي ما هو أخطر". و لدى تذكيره بأن كفاح الشعب الصحراوي" يستمد شرعيته من كونها منسجمة مع المواثيق الدولية التي تدعو الى حل سلمي يرتكز على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير" فقد أكد المتحدث بأن " الدولة الصحراوية تعد عامل توازن و استقرار بالمنطقة و تأكيدا لمبادئ العدالة و السلم و الاستقرار و تسوية مسألة تصفية الاستعمار". من جهة أخرى كشف طالب الذي أوضح أن السنة المقبلة ستكون " مميزة" بالنسبة للشعب الصحراوي الذي يستعد لتنظيم المؤتمر العادي 13 لجبهة البوليزاريو أن " هذه السنة تستلزم المزيد من الجهود لتحقيق الأهداف و الأولويات التي أقرها المؤتمر الأخير و هي تدعيم جيش التحرير الشعبي الصحراوي و تعمير الاراضي المحررة و وضع النظام السياسي و تدعيم الانتفاضة و اعادة بعث الديبلوماسية الصحراوية (...). و يذكر أن الاحتفالات المخلدة للذكرى 35 لاعلان وحدى الشعب الصحراوي قد انطلقت يوم الثلاثاء بمدينة ميجك و هي منطقة تقع بالأراضي الصحراوية المحررة على بعد 90 كلم من مدينة زويرات الموريتانية. و قد تم اعداد برنامج ثري من النشاطات السياسية و الثقافية لهذه الاحتفالات التي تدوم يومين و المخلدة لهذه الذكرى التي تصادف اجتماع ممثلي مختلف فصائل و تشكيلات الشعب الصحراوي بمدينة عين بن تيلي التي تقع على الحدود الصحراوية- الموريتانية (جنوب-شرق الصحراء الغربية).