تم يوم الأربعاء بالجزائر خلال يوم علمي حول معالجة داء سرطان الثدي التأكيد على أن وضع برنامج للكشف التلقائي المبكر عن سرطان الثدي "مطروح بشدة" نظرا للعدد المتزايد من الحالات المسجلة سنويا بالجزائر. وحسب المنظمين فان هذا اللقاء الذي بادرت به جمعية الأمل لمساعدة الأشخاص المصابين بهذا السرطان بالتعاون مع الجمعية الجزائرية لمرض السرطان إلى التطرق و مناقشة الطرق الجديدة التي ميزت معالجة هذا المرض و بالتالي الاستمرار في تحسيس الجمهور الواسع في اطار الشهر العالمي لمكافحة هذا النوع من السرطان. في هذا الخصوص أكد رئيس مصلحة مرض السرطان بمركز بيار و ماري كوري البروفيسور كمال بوزيد أن تنفيذ مثل هذا البرنامج لمكافحة السرطان مرده " غياب كشف جماعي منظم و نقص الكفاءات الوطنية في مجال الماموغرافيا". كما أوضح البروفيسور بوزيد يقول " يمكن الشفاء نهائيا من سرطان الثدي عكس داء السكري و الربو و الضغط الدموي المرتفع" مذكرا أن السرطان " يعتبر جزءا من الأمراض المزمنة بعد أن فقد الخطورة التي كان يشكلها في بدايته". و للإشارة تقدر نسبة الشفاء من سرطان الثدي في حالة اكتشافه مبكرا ب 65 بالمئة مع تمديد معدل الحياة ب 5 سنوات. و على سبيل المثال فان هذا المعدل كان في الولاياتالمتحدة يقدر ب 11 شهرا في سنة 1975 ليرتفع إلى 68 شهرا (أكثر من 5 سنوات) في سنة 2000 حسب قوله. و من جهتها أوضحت الدكتورة بن يحي من قسم التصوير بالاشعة بنفس المركز فقد أكدت على أهمية قراءة ثانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي و الذي من المفروض أن يكشف ما بين 7 إلى 15 بالمئة من حالات السرطان الذي لا يكتشف في القراءة الأولى. كما أردفت تقول أن ضرورة هذه القراءة الثانية " ترتكز في ضمان نوعية جيدة للتشخيص بالنظر إلى نوعية الصورة. من جهتها شددت الدكتورة نادية شيبان من مصلحة الأشعة الطبية لمركز بيار و ماري كوري على أنه إضافة إلى إمكانية النساء "تشخيص أنفسهن" أضحى الأمر أكثر أهمية بالنسبة للنساء الأقل من 40 سنة لكي تقمن بعملية الكشف على مستوى (مصالح حماية الأمومة و الأطفال) "مرة في السنة" و "مرتين في السنة" عندما يتجاوزن سن الأربعين. كما أشارت ذات المتحدثة إلى أنه ينصح بإجراء فحص الماموغرافي مرة كل سنتين للنساء اللاتي تتجاوز أعمارهن ال40 سنة للتشخيص المبكر لكل مرض سرطاني للثدي حيث تصاب 9000 امرأة بهذا المرض سنويا في الجزائر و يتسبب في وفاة 3000 شخص أي بمعدل 10 حالات وفاة يوميا. من جهتها قدمت الدكتورة زينب لونيسي من المركز الإستشفائي الجامعي ببوردو (فرنسا) بحثا حول عمليات الكشف المبكر بفرنسا موضحة أن هذه العمليات سمحت بإنقاذ من 20 إلى 30 بالمائة من المرضى الذين كانوا في مراحل متقدمة من المرض. من جهة أخرى تطرقت ذات المتحدثة إلى اخر ما تتوصل اليه علم الطب في مجال معالجة سرطان الثدي الذي يسمى ب "العلاج الدقيق" الذي يستهدف الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة. و يرتكز واحد من هذه العلاجات الهادفة على "الأجسام المضادة للخلايا" التي صممت خصيصا للتعرف على مولد المضاد الذي يظهر عن طريق ورم. و أشارت إلى أن هذه الأجسام المضادة للخلايا يمكن أن تستهدف الورم مباشرة أو بيئته. كما يمكن لمثل هذه الاساليب الدقيقة ان توقف نمو الشرايين الدموية اللازمة لتطور الورم "الجائع" الذي يتوقف من الانتشاره الي يقضي عليه.