تحت شعار ''كلنا من أجلهن'' سطرت جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان حملات تحسيسية على مدار شهر أكتوبر، حيث احتضنت قبة البرلمان على غرار كل سنة اليوم البرلماني التحسيسي حول سرطان الثدي الذي يفتك بآلاف النساء في الجزائر مركزة على ضرورة الكشف المبكر وإيصال ذلك إلى شريحة واسعة من النساء في الجزائر. نظمت جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان يوما برلمانيا تحسيسيا حول سرطان الثدي بمناسبة الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، تحت إشراف رئيس المجلس الشعبي الوطني وبمشاركة الوزيرة المنتدبة المكلفة بشؤون المرأة والأسرة نوارة سعدية جعفر وعدد من البرلمانيات والإطارات النسوية الجزائرية. ويهدف اليوم البرلماني، حسب السيدة كتاب حميدة، رئيسة جمعية أمل، إلى وضع مخطط وطني لمكافحة داء السرطان الذي بات يسجل سنويا اكتر من 9 الاف حالة جديدة لسرطان الثدي لوحده، وهو رقم تراه السيدة كتاب مرشحا للارتفاع إذا لم تتخذ إجراءات كافية للحد من انتشاره ووضع خطط كفيلة بتشجيع الكشف المبكر. التوعية نصف العلاج دعت الوزيرة المكلفة بالأسرة والمرأة نوارة سعدية جعفر وسائل الإعلام إلى ضرورة أن يكثفوا من دورهم الريادي في توعية المرأة بخطورة سرطان الثدي وبضرورة الكشف المبكر عنه، وهو ما يقلل من مضاعفاته وتكاليف علاجه بنسبة كبيرة. ودعت السيدة جعفر إلى ضرورة إيصال صوت المرأة وهو ما تقوم به الدولة من خلال الإستراتيجية الوطنية لترقية المرأة التي نبهت إلى ضرورة الانتباه لمعاناة المرأة المصابة بالسرطان وتوعية المجتمع المدني بكل فعالياته لمرافقة المرأة المصابة بالسرطان وتقديم المساعدة الاجتماعية لها خاصة لمن لا يملكون ضمانا اجتماعيا، حيث أكدت السيدة جعفر أن التوعية نصف العلاج ويجب أن تكون على امتداد السنة وليس في مناسبات بعينها. الوقاية أساس المخطط الوطني طالبت السيدة كتاب بوضع مخطط وطني لمكافحة السرطان، حيث رأت أن ذلك سيسمح بوضع حد للوفيات، مطالبة في نفس الوقت بضرورة إجراء الفحص الخاص بالثدي عند كل امرأة بلغت الأربعين عاما. وقد خلص اللقاء الذي حضرته الوزير نوارة جعفر إلى وضع مجموعة من التوصيات منها برمجة حصص تلفزيونية لفائدة النساء الجزائريات لتحسيسهن أكثر بخطورة الداء. كما وردت توصيات في هذا الموضوع خاصة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يساهم، حسب المختصين، في تقليل نسبة الإصابة بسرطان الثدي إلى أكثر من 30 بالمائة، كما ورد ضمن التوصيات السعي وراء فتح المعهد الجزائري للسرطان ووضع الشبكة الوطنية للسرطان. ويتمحور المخطط الوطني للسرطان حول محاور عديدة تبنى على أساس الوقاية لان اغلب السرطانات التي تصيب الإنسان تعتبر نتيجة لعوامل متعددة أهمها سلوكنا الغذائي ونمط حياتنا ومحيطنا الذي نصنعه بأيدينا، وعليه وجب على وزارة الصحة والعمل تسطير برامج إعلامية على نطاق واسع للوقاية والتحسيس. كما يركز المخطط الوطني لمكافحة السرطان على تشجيع الكشف المبكر على السرطان الذي يقلل ب30بالمائة من إمكانية حدوث السرطان وحظوظ الشفاء منه تتعدى 80 بالمائة. أما فيما يخص العلاج فالجزائر من بين الدول التي أخذت على عاتقها تكاليف المرض وسيسمح المخطط الوطني بترشيد التسيير والإمداد بالعلاج المناسب، بالإضافة إلى ضمان توفير الأدوية التي ستسمح للمريض بتلقي علاج جيد. وتشير الإحصاءات إلى أن الجزائر تفقد يوميا 50 شخصا جراء إصابتهم بمختلف أنواع السرطان، ومن المؤسف أنهم يموتون في ظروف غير لائقة مما يضاعف من معاناة الأسر النفسية، والمخطط الوطني سيسمح بفتح مراكز العلاج المضاد للألم وحتى مراكز متنقلة، كما سيوفر خلية استماع في كل مركز مكافحة سرطان عبر الوطن. س. ح