استمتع جمهور الفن الرابع مساء يوم الأربعاء بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة كثيرا بالعرض الأولي لمسرحية "المهندسة والإمبراطور" التي أخرجها سيد احمد دراوي وألفها الكاتب المسرحي الأسباني العالمي فيرلاندو أرفال واقتباس حبيب وخليفة. وتعالج المسرحية التي أدرجها الديوان الوطني للثقافة والإعلام في إطار برنامجه السنوي عدة قضايا آنية في عالم يسوده العنف وتطبع علاقاته المصالح وحب الذات قدمت عدة مشاهد في قالب هزلي فكاهي. ويعتبر هذا العمل المسرحي الذي أنتجته الجمعية الثقافية "ضوء القمر تيزيري"ببرج البحري بولاية بومرداس بالتعاون مع وزارة الثقافة من الأعمال المسرحية الهادفة التي تنم على احترافية كبيرة في فن الركح بالجزائر . وقد برع كل من المخرج سيد احمد دراوي و الممثل المسرحي الشاب حليش رضوان والانسة أمال بن عمرة في التمثيل والأداء المميز للمشاهد لهذا العمل المسرحي حيث نال إعجاب واستحسان الجمهور الذي غصت به قاعة الموقار وصفق لهما كثيرا. أما قصة المسرحية التي تستغرق قرابة ساعة والنصف تتلخص في تحطم وسقوط طائرة الإمبراطور ويجد هذا الأخير نفسه في جزيرة معزولة فيلتقي بالمهندسة التي كانت في البداية في طبعها الحيواني الوحشي فتهجم عليه فيسقط الإمبراطور على الأرض فتسقط من جيبه قارورة من العطر . فالمهندسة التي لاتزال في طبعها الحيواني الوحشي البدائي تشم هذا العطر وتعجب به وتصبح تتساءل يوميا من أي عالم جاء منه هذا الإمبراطور فتحاول تنصيبه إمبراطورا على مملكتها التي تسمى مملكة" الجراد ألن غاد " فتتوإلى المشاهد فيحدثها عن العالم الذي كان يعيش فيه وفي الأخير تتعلق بذلك العالم. غير أن الإمبراطور كان دائما يحاول منعها من فكرة العيش في هذا العالم أو السفر إليه . وكان قد صرح مخرج المسرحية السيد احمد دراوي لواج بأنه قام بعدة تعديلات في المسرحية وغير من مسارها لان مؤلفها فرلاندو أرفال معروف بالمسرح الوحشي كما يضيف حيث كان في المشهد الأخير "نوعا من الوحشية " أعطى لها فكرة آنية وهي فكرة البارونات التي تسير هذا العالم وقربها إلى المسرح العبثي في التفاعل والتعامل مع الشخصيات وذلك بعدما سمح له مؤلفها بالتصرف فيها.للإشارة السيد احمد دراوي خريج المعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان ويشتغل حاليا بدار الثقافة ببومرداس ونال عدة جوائز في فن الركح.