أصيب العشرات من الفلسطينيين بمدينة أم الفحم بحالات اختناق بعد أن اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلية يوم الاربعاء القنابل المسيلة للدموع ضد الفلسطينيين الذين قاموا بالتصدى لمسيرة اليهود المتطرفين في المدينة. وقد حدثت اشتباكات بين المئات من الشباب الفلسطينيين قرب المدخل الجنوبي للمدينة والذي وصلت اليه أربع حافلات اليوم تحمل متطرفين من قوى اليمين الذين غادروا بعد تصدي سكان المدينة لهم الا أن القوات الاسرائيلية أطلقت القنابل المسيلة للدموع واشتبكت مع الشبان الفلسطينيين مما أدى الى اصابة عدد منهم. وكان فلسطينيو أم الفحم قد استعدوا منذ ساعات الصباح لمواجهة جديدة مع عناصر اليمين الإسرائيلي المتطرف الذين كانوا ينوون التظاهر قبالة منزل رئيس حركة المقاومة بأراضى 48 الشيخ رائد صلاح. و نقلت مصادر اعلامية عن شهود عيان قولهم ان شرطة الاحتلال انتشرت بشكل مكثف في منطقة وادي عارة وهو الطريق المؤدي لمدينة أم الفحم بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي فى سماء المدينة. موضحين أن سكان المدينة احتشدوا بأعداد كبيرة وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالاعتدات الأسرائيلية. وكانت المحكمة الاسرائيلية العليا قد سمحت لمستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف بالتظاهر في مدينة أم الفحم بعد قيام الشيخ رائد صلاح بالمشاركة في "أسطول الحرية" لكسر الحصار على غزة قبل عدة أشهر. هذا وقد شجبت فصائل فلسطينية يوم الأربعاء الممارسات التعسفية لشرطة الاحتلال الاسرائيلية بحق سكان مدينة أم الفحم. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) أن (فتح) إستنكرت في بيان لها " الممارسات القمعية الاسرائيلية بحق سكان مدينة أم الفحم الذين تظاهروا ضد مسيرة للجماعات اليهودية دعت إلى حظر (الحركة الإسلامية) في إسرائيل". وقال أحمد عساف المتحدث باسم فتح أنه "كان الأولى على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي سخرت أكثر من 1500 شرطي لحماية المتطرفين اليهود بعدم السماح لهم ومنعهم من الوصول إلى مدينة أم الفحم في مسيرة إستفزازية لا هدف منها إلا جر المنطقة إلى دوامة العنف". و أضاف المتحدث أن التزامن بين ما يجري في أم الفحم وعمليات هدم إسرائيلية في القدس "يدل على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي ماضية في سياساتها العنصرية التي تستهدف الوجود الفلسطيني في كل مكان والرامية إلى خلط الأوراق ". وتقع مدينة أم الفحم التي تعتبر ثاني كبرى المدن العربية بعد الناصرة ضمن المثلث العربي ودخلتها القوات الإسرائيلية في 22 ماي 1949 وبقي سكانها الفلسطينيون فيها ولم يهجروها. من جهته إعتبر المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم أحداث مدينة أم الفحم "إستهداف عنصري للوجود الفلسطيني على أرضه واستفزاز واضح لمشاعر الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وحقوقه". وفي السياق ذاته ندد عبد الحميد أبو جياب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين "اعتداءات" الجماعات اليهودية وإطلاق بعض قادة الأحزاب المتطرفة تصريحات "عنصرية وفاشية" ضد سكان أم الفحم. وحذر قيادي الجبهة الديمقراطية من أن مثل هذه المواجهات والممارسات الإسرائيلية "ستولد حالة من الغضب والغليان الشعبي ستقود إلى انتفاضة جديدة ثالثة لا يمكن التكهن بنتائجها" داعيا إلى تدخل دولي لوقفها.