أطلقت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع بعد اشتباك المستوطنين ونشطاء اليمين الإسرائيلي مع مئات من سكان مدينة أم الفحم عند المدخل الرئيسي. وقالت الانباء إن مواجهات عنيفة وقعت بين المتظاهرين العرب والشرطة التي حاولت حماية المستوطنين ومساعدتهم في دخول المدينة، واحتشد المئات من سكان مدينة أم الفحم عند المدخل الرئيسي للمدينة رافعين الشعارات والأعلام الفلسطينية ومرددين الهتافات المنددة بمسيرة للمستوطنين ونشطاء اليمين الاسرائيلي. واندلعت المواجهات فور وصول مئات من المستوطنين ونشطاء اليمين الإسرائيلي إلى مداخل مدينة أم الفحم لتنظيم التظاهرة التي صدقت عليها المحكمة العليا الاسرائيلية بعد ان الغتها الشرطة عدة مرات في وقت سابق. وقد انضم إلى التجمع عشرات من نشطاء اليسار الإسرائيلي الذين آتوا للتضامن مع أهل المدينة وسط انتشار أمني كثيف بينما فرض المئات من عناصر الشرطة وقوات الامن الاسرائيلية حصارا على المتجمهرين. وكانت بلدية ام الفحم قد بدأت صباح امس اضرابا شاملا للتصدي للتظاهرة. وينظم التظاهرة بعض أحزاب اليمين المتشدد ومنظمات المستوطنين خاصة جماعات الاتحاد القومي وباروخ مارزل واتمار بن جفير وذلك لما يسميه المستوطنون فرضا للسيادة الاسرائيلية في ثاني أكبر المدن العربية داخل الخط الأخضر. تعد هذه المرة الثالثة التي ينظم فيها اليمين الإسرائيلي مثل هذه المظاهرت خلال ثلاثة أشهر، وتراوحت مواقف الشرطة الإسرائيلية في المرات الماضية بين منع تحركات المستوطنين وأحزاب اليمين من دخول المدينة والسماح به. من ناحية ثانية، تواصلت التقارير والشهادات التي تشير إلى جرائم الجيش الإسرائيلي المتعددة بحق الفلسطينيين خاصة إبان هجومه الأخير على قطاع غزة. فقد اتهم تقرير لجماعة طبية إسرائيلية جيش الاحتلال باستهداف مؤسسات طبية ومنع الطواقم الطبية من الوصول إلى الجرحى في هجومه الأخير على القطاع، معززا بذلك اتهامات منظمات حقوقية وشهادات جنود شاركوا في الحرب بتعمد الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين، إضافة إلى اتهامات دولية لهجوم غزة برمته بأنه قد يشكل جريمة حرب. وأورد تقرير أطباء من أجل حقوق الإنسان سرائيل حوادث قالت إنها لا تكشف فقط أن الجيش لم يقم بإجلاء العائلات المحاصرة والجرحى وإنما منع أيضا الفرق الطبية الفلسطينية من الوصول للجرحى. وقالت الجماعة إن هناك حالات لم يسمح فيها الجيش بإجلاء المدنيين الجرحى لأيام بينما ترك آخرين بلا طعام أو ماء لفترات طويلة، وأضافت أن القوات الإسرائيلية هاجمت 34 منشأة للرعاية الطبية ومن بينها ثمانية مستشفيات أثناء الهجوم.وقال زفي بنتويتش وهو عضو في مجلس المنظمة إن ما حدث هو انعكاس لما نعده أوامر غير واضحة صادرة عن جهات عليا إلى الجندي الذي يحارب في الميدان، وأضاف أن الجيش الإسرائيلي كان يطلق النار دون تمييز تقريبا على مثل هذه الفرق. وأوردت الجماعة أرقاما صادرة عن منظمة الصحة العالمية أظهرت أن 16 من أفراد الفرق الطبية الفلسطينية قتلوا بنيران إسرائيلية في العملية وأن 25 أصيبوا بينما كانوا يؤدون عملهم. ولكن الجيش الإسرائيلي كرر مرارا أن هناك تعليمات لقواته بالعمل بأقصى درجات الحذر لتجنب إلحاق الأذى بالمركبات والمنشآت الطبية، ولكن مكتب المتحدث باسم الجيش قال إن هناك أمثلة عدة أحجمت فيها القوات الإسرائيلية عن العمل في منطقة بسبب وجود المركبات أو الفرق الطبية فيها. وأدلى الأسبوع الماضي جنود خاضوا حرب غزة برواياتهم في وسائل الإعلام الإسرائيلية وتحدثوا عن قتل مدنيين كما تحدثوا عن مشاعر ازدراء عميقة للفلسطينيين في صفوف الجيش. وقدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عدد الشهداء الفلسطينيين في الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما بنحو 1434 منهم 960 مدنيا و239 شرطيا و235 مقاتلا.