تواصل إسرائيل سياستها القمعية ضد الفلسطينيين في نفس الوقت الذي تواصل فيه المجموعة الدولية مساعيها لإحياء ما تبقى من عملية سلام قتلته حكومات الاحتلال المتعاقبة منذ سنوات. وفي الوقت الذي تعلق فيه الآمال في أن تقود المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى نتيجة ايجابية لتسوية احد اعقد الصراعات في العالم واصلت آلة القتل الإسرائيلية حصد أرواح مزيد من الفلسطينيين بعد أن استشهد فلسطينيان بنيران قوات الاحتلال في عملية لتبادل إطلاق النار جنوب قطاع غزة. وأطلقت قوات الاحتلال النار على الشهيدين شرق مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة وادعت أنهما تسللا إلى داخل الحدود الشرقية للقطاع. وزعم متحدث عسكري إسرائيلي أن الفلسطينيين وصلا إلى الجدار بالقرب من ''مستوطنة نيريم'' ووقع اشتباك بينهما وبين قوات الاحتلال. وكانت مصادر إسرائيلية تحدث عن تبادل لإطلاق النار في جنوب قطاع غزة بين وحدة عسكرية إسرائيلية ومجموعة من المقاومين الفلسطينيين من دون أن تعطي المزيد من التفاصيل كما لم تشر إلى سقوط ضحايا. وعلى اثر هذه الاشتباكات توغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية من دبابات وعربات عسكرية مدرعة وجرافات في نفس الوقت الذي كانت فيه المدفعية الإسرائيلية تقوم بقصف العمق الفلسطيني. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي ليلة الخميس إلى الجمعة ثلاث غارات جوية ضد قطاع غزة ردا على إطلاق المقاومة لقذيفة صاروخية من نوع القسام على جنوب إسرائيل من دون أن تخلف أي خسائر أو ضحايا. وقد تبنت الجماعة السلفية أنصار السنة إطلاق الصاروخ. وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي منطقة غير مأهولة في شمال القطاع وموقعين آخرين في الجنوب من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا. وقال متحدث عسكري إسرائيلي انه تم ضرب مواقع إرهابية في إشارة إلى حركة حماس إضافة إلى نفقين ادعى أنهما كان يستخدمان لشن هجمات ضد إسرائيل. ومن الغارات الجوية التي شنت ليلا على قطاع غزة إلى قصف الزوارق الحربية الإسرائيلية لمراكب لصيادين فلسطينيين في سواحل القطاع. وقالت مصادر فلسطينية أن زوارق الاحتلال التي تجوب عرض البحر على مدار الساعة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بكثافة صوب قوارب الصيادين قبالة شاطئ منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة مما ألحق أضرارا مادية في بعض المراكب وأجبر الصيادين على مغادرة البحر خشية على حياتهم. وتستهدف بحرية الاحتلال بشكل يومي مراكب الصيد في محاولة منها لمنع الصيادين من مزاولة مهنتهم وهو ما أدى إلى استشهاد وجرح واختطاف العشرات منهم على مدار السنوات الماضية. ولم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية عند هذا الحد بل أقدمت قوات الاحتلال على قمع مسيرتين سلميتين نظمتا للتنديد بجدار الفصل العنصري والاستيطان في قرية المعصرة جنوب بيت لحم والنبي صالح شمال غرب رام الله بالضفة الغربية. وقمعت القوات الإسرائيلية المسيرة التي انطلقت من أمام المدخل الرئيسي لقرية المعصرة باتجاه جدار الفصل حيث قامت بالاعتداء بالضرب على المشاركين وإطلاق القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي تجاههم مما أدى إلى إصابة مواطنين فلسطينيين وتعرض عدد آخر إلى حالات اختناق. كما أصيب شاب فلسطيني بجروح وتعرض عشرات آخرين لحالات الاختناق إثر قمع القوات الإسرائيلية لمسيرة قرية النبي صالح المناهضة لجدار الفصل العنصري والاستيطان شمال غرب رام الله. وكان أهالي القرية توجهوا بعد صلاة الجمعة في مسيرة سلمية حاشدة باتجاه أراضيهم المهددة بالاستيلاء عليها لتبدأ بعدها مطاردة محمومة لهم من قبل الجيش الإسرائيلي وتفريقهم بالقوة مما تسبب في اندلاع مواجهات.