انطلقت يوم الاثنين بقاعة المكتبة الحضرية لمدينة تيبازة فعاليات الأيام الأولى للمونولوج بحضور مسؤولي مديرية الثقافة و ذلك على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى 56 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 54 المجيدة. وبهذه المناسبة ذكر مدير الثقافة أن هذه التظاهرة تعد ال16 من نوعها حيث سبق أن احتضنت 15 ولاية الطبعات السابقة مشيرا أن التظاهرة تندرج ضمن برنامج وزارة الثقافة التي تشجع و تحث الجماعات المحلية على تطوير الفن الرابع و ترسيخ هذا التقليد لتنشيط الأجواء الثقافية . وفي مستهل هذه التظاهرة التي تدوم أربعة أيام نشط الدكتور علاوي حميد و هو إطار جامعي متخصص في قضايا المسرح محاضرة حول "المسرح الجزائري و الثورة" حيث ذكر بفرقة المسرح المجيدة التي أنشأتها جبهة التحرير الوطني عام 1958 و التي أدت دورا هاما في تعزيز الروح النضالية لدى الجزائريين إبان ثورة التحرير الوطني. وأوضح المحاضر، أن التعبير المسرحي يعد عنصرا للثقافة الشعبية العربية التي اتخذت منه وسيلة لإبراز الهوية الوطنية و المقاومة كما هو الشأن خلال فترة الاستعمار في الجزائر. و شرح الدكتور علاوي في سياق تدخله الارتباط الوثيق الموجود بين التعبير المسرحي و الثورة واللذين يهدف كل منهما إلى إحداث تغيير و التكفل بالقضية الوطنية. وذكر من جهة أخرى، أن الانتشار الثقافي الذي عرفته الجزائر في الأربعينيات و الخمسينيات حيث سجلت ميلاد نواد ثقافية و أخرى خاصة بالمثقفين و الصحفيين و فرق المسرح ساعد على إدماج القضية الوطنية ضمن برامج مختلف هذه النوادي التي ساهمت في تحسيس الشعب الجزائري الذي استجاب بأعداد كبيرة لنداء جبهة التحرير الوطني. كما أن الدور الذي لعبته في تلك الفترة الفرق المسرحية و بخاصة فرقة مصطفى كاتب التي ظهرت للوجود عام 1958 كان هاما للغاية يقول المحاضر خاصة من خلال استعمال اللغة الشعبية المحلية في النص المسرحي لدرجة أن قوات الاحتلال قامت بحل هذه الفرق التي اضطرت إلى تقديم عروضها في بلدان أخرى و تبليغ صوت و رغبة الشعب الجزائري في التحرر و استرجاع سيادته الوطنية. وتعرض المتدخل بعد ذلك الى المسيرة التاريخية لهذا الفن في الجزائر حيث سجل ميلاد أول عمل مسرحي سنة 1947 قبل ميلاد المسرح العربي في 1948 في لبنان. كما ذكر في هذا الصدد بالدور الحاسم لرواد حركة المسرح الشعبي الذين من بينهم مصطفى كاتب و ممثلين أمثال باشتارزي و علاوي و ركايبي و غيرهم. و اختتم المحاضر كلمته حول تاريخ المسرح و الثورة الجزائرية بمقولة شهيرة للشهيد العربي بن مهيدي التي جاء فيها : "ألقوا بالثورة في الشارع سيحتضنها الشعب" مؤكدا بذلك الدور الأساسي في التحسيس بالقضية الوطنية من خلال المسرح الشعبي الذي حاول الاستعمار الفرنسي كتم صوته بدون جدوى. وسيعرض مساء اليوم بقاعة المكتبة المونولوج الذي ستقدمه الشابة سامية سعدي من سكيكدة و الذي يحمل عنوان "أحلام زمان" . كما ستشهد الأيام الثلاثة المتبقية من عمر المهرجان تقديم عروض من طرف كل من يوسف جاوي من أدرار و الذي يحمل عنوان "الأرق" و عرض "النوارة" للفنان كمال بوعكاز من العاصمة على أن ينشط الشاب نبيل عسلي من مدينة فوكة مونولوجا تحت عنوان " التناقض." ومن جهته، سينشط الدكتور محمد زردوني بعد غد الأربعاء محاضرة تعالج "الأسس النفسية لكتابة النص المسرحي".