دعا وزراء فلاحة كل من الجزائر و تونس و موريتانيا اليوم الاثنين بالجزائر إلى تفعيل الاستثمار الفلاحي المغاربي المشترك من أجل تحقيق الأمن الغذائي لدول المنطقة. و اكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري رشيد بن عيسى -خلال المنتدى المغاربي الأول للاستثمار الزراعي- أن الأزمة الغذائية العالمية الأخيرة التي حدثت سنتي 2007 و 2008 أدت إلى "تفطن جماعي لاستغلال كل فرص الاستثمار لتحسين الأمن الغذائي و تحقيق تنمية فلاحية مستدامة في دول المغرب العربي". و أوضح بن عيسى أن ندوة التنمية الريفية و منتدى الاستثمار الفلاحي في البلدان المغاربية اللذين تحتضنهما الجزائر على هامش الدورة ال16 للجنة الوزارية المغاربية المكلفة بالأمن الغذائي المقرر عقدها الأربعاء المقبل يعدان فرصة سانحة "لتبادل الاراء حول مختلف السياسات الريفية و الأمن الغذائي" وكذلك التأكيد على "رغبة كل الأطراف الفاعلة في القطاع للتوصل إلى استثمارات فلاحية متكاملة بين دول المنطقة مع اعطاء اكثر اهمية لتاهيل المناطق الريفية". وقال بن عيسى "نحن في مرحلة توطيد الاتصالات مع المتعاملين سعيا لتحديد القطاعات و تحليل السياسات الفلاحية في مجال تشجيع الاستثمار و تأكدنا بان هناك شعور متقاسم بين بلدان الاتحاد بضرورة تحقيق استثمارات جهوية ذات مردودية". و أوضح الوزير في نفس السياق في تصريح للصحافة قائلا "أن هناك نوايا استثمار في العديد من المجالات التي ستفرض نفسها مستقبلا وتتعلق أساسا بمجال صناعة الآلات الفلاحية و إنتاج البذور والشتلات و كذا تربية الدواجن". من جهته دعا الوزير التونسي للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عبد السلام منصور المشاركين في هذا اللقاء إلى الخروج "بنتائج عملية قابلة للتجسيد ميدانيا لتدارك الفرص الضائعة" معتبرا انه "بفضل التكامل المغاربي نتمكن من التوجه إلى الأسواق الخارجية". و أفاد في تصريح للصحافة "أن هناك العديد من المجالات التي ينبغي أن نشرع في الاستثمار فيها تتعلق خاصة بتربية الدواجن والبحث العلمي في المجال الفلاحي و إنتاج البذور" مؤكدا على ضرورة "تحديد أولويات التعاون و تسطير رزنامة عمل و الشروع في العمل الفعلي". بدوره دعا وزير التنمية الريفية الموريتاني إبراهيم ولد محمد المختار إلى ضرورة تدارك النقائص و العمل على التوصل لشراكة فعالة بتطبيق التوصيات على ارض الواقع مؤكد ارادة بلاده في التوصل إلى سياسة فلاحية مغاربية. وبدوره ذكر اسماعيل محمد نيابة عن الامين العام للاتحاد المغرب العربي ان منتدى الاستثمار المغاربي يمثل إحدى "حلقات التفكير الجماعي في انجع السبل للنهوض بالقطاع الزراعي حيث يبقى تامين الغذاء لشعوبنا اساس الامن والاستقرار و الرقي". و أضاف ان هذا اللقاء فرصة لتعميق التفكير حول طرق دعم السياسات المغاربية من أجل تكثيف الاستثمار خاصة في مجالات البحث العلمي و الارشاد الفلاحي و رصد فرص الاستثمار المشتركة. و دعا في هذا الصدد إلى تجسيد المشروع المتعلق بإنشاء نظام للانذار المبكر لادارة مخاطر الجفاف ورصد الظواهر المناخية بمنطقة المغرب العربي الذي اعده الاتحاد بالتعاون مع مرصد الصحراء والساحل و زكته الدول الاعضاء. و شارك في اللقاء الذي نظمته وزارة الفلاحة والتنمية الريفية اضافة إلى وزراء الفلاحة في كل من الجزائروتونس وموريتانيا سفراء المغرب و ليبيا بالجزائر إلى جانب متعاملين اقتصاديين و خبراء من الدول المغاربية. وتتواصل الاشغال في لقاءات عمل مباشرة بين المتعاملين الاقتصاديين وخبراء ومهتمين بالاستثمار في القطاع وكذا ورشتي عمل تتعلق الاولى بالشراكة وفرص الاستثمار في القطاع الفلاحي والثانية بالسياسات واليات تمويل الاستثمارات في القطاع الفلاحي التي ستتوج بتوصيات سيتم رفعها إلى الدورة 16 للجنة الوزارية المغاربية المكلفة بالامن الغذائي التي تعقد الاربعاء المقبل بالجزائر.