أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية رشيد بن عيسى أمس، أن الجزائر نجحت في تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية، لكنه دعا إلى ضرورة دعم سياسة التجديد الفلاحي والريفي التي اعتمدها رئيس الجمهورية من أجل ضمان أمن الجزائر الغذائي. قال رشيد بن عيسى لدى إشرافه على تظاهرة احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للأغذية الذي يصادف 16 من أكتوبر، بالمعهد الوطني للزراعة بالحراش، تحت عنوان »تحقيق الأمن الغذائي أثناء الأزمات«، وحضرها وزراء التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية في الخارج جمال ولد عباس، الصناعة وترقية الاستثمار عبد الحميد تمار، الموارد المائية عبد المالك سلال إلى جانب الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، وكذا ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة »الفاو« بالإضافة إلى ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر والعديد من الإطارات والمختصين في هذا القطاع »إن تحقيق هذا المطلب يفرض علينا العمل بانسجام مع كل القطاعات الأخرى التي سنعمل معها سويا من أجل ترقية الاقتصاد الفلاحي والوطني، الأمر الذي يجنبنا الوقوع في شر الأزمات الاقتصادية والغذائية العالمية«. ومن جانب آخر أكد وزير الفلاحة و التنمية الريفية أن تجديد حكامة الأمن الغذائي العالمي لن يكون لها تأثير دائم في غياب توجيه الاستثمارات نحو الفلاحة والتنمية الريفية في دول الجنوب، موضحا بأن هذه الخطوة لن يكون لها تأثير دائم إن لم يتم توجيه استثمارات هامة ومكثفة كما توصي به منظمة التغذية العالمية والهيئات الدولية نحو قطاعي الفلاحة وكذا التنمية الريفية في دول الجنوب، مضيفا بأن المساعدات الغذائية التي تعتبر واجبا تضامنيا دوليا تشكل ردا غير كاف على الصعيدين الاجتماعي و الاقتصادي وكذا السياسي. ومن جانبهم ركز المتدخلون خلال هذه المناسبة على الأزمة الغذائية العالمية التي تهدد أكثر من مليار نسمة في العالم، حيث حذر المختصون في هذا المجال من آثار نقص إنتاج المحاصيل الزراعية، وكذا النتائج المخيفة التي ضاعفتها الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى توسيع دائرة البطالة، فضلا عن ارتفاع نسب الفقر التي أنتجت بدورها حرمان عدد لا يستهان به من السكان قي العالم من حقهم في أمن غذائي سواء من حيث الكم أو النوع، وذلك جراء غلاء أسعار المواد الاستهلاكية في الأسواق الدولية مع تقلص الاستثمارات في البلدان النامية. وفي هذا الخصوص أوصى الدكتور الباحث في مجال تربية النباتات، والمنسق الوطني في تطوير الحبوب بن بالقاسم عبد القادر، بضرورة الركون إلى الحيطة والحذر في ظل هذه الأزمات، مشيرا إلى أن مسألة تحقيق الأمن الغذائي ليست بالأمر المستحيل، إلا أنها ليست سهلة في نفس الوقت، حيث أبرز جملة من العوائق التي تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق البلاد لأمنها الغذائي وعلى رأسها مشكلة الاتصال والتواصل بين الباحثين، مع شهادته المسبقة بأن الجزائر تزخر ببحوث ذات أهمية كبرى، كما أنها تملك العديد من الباحثين الأكفاء في هذا المجال المشهود لهم بنوعية بحوثهم عالميا، واستشهد بدور هذه البحوث فيما وصل إليه ارتفاع إنتاج القمح، حين قال أن ذلك جاء نتيجة لنوعية الحبوب الصادرة عن مخابر البحث المتواجدة عبر التراب الوطني التي زود بها الفلاحون، وزاد عن ذلك قائلا أن الهدف المسطر من قبل مصالحنا هو بلوغ تحقيق فكرة الأمن الغذائي على المستوى الميداني.