اختتم مساء يوم السبت المهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الأندلسية الذي احتضنته مدينة القليعة (تيبازة) منذ يوم 13 ديسمبر الجاري والذي عرف إقبالا كبيرا من الجمهور الذي جاء لاكتشاف فن تقليدي عتيق بمختلف أشكاله . وأكد محافظ المهرجان حميد بن بليدية أن هذه الطبعة الثانية للمهرجان كانت ناجحة إلى حد كبير من حيث التنظيم وأشار إلى أن الطبعة الثالثة ستكون بدون شك ثرية على المستوى الفني حيث أنها ستوجه الدعوة إلى فنانين من البرتغال و إسبانيا وإيطاليا إلى جانب فنانين مشهورين من المغرب العربي. والى جانب التبادلات واللقاءات فيما بين الموسيقيين وأهل الفن التي صنعها المهرجان فإن هذه التظاهرة كانت فرصة أيضا لتكريم أساتذة في هذا النوع من الموسيقى مثلما كان الحال في سهرة الاختتام التي خصصت لتكريم أستاذ كبير في الموسيقى الأندلسية وهو الشيخ عبد الغاني بلقايد . وحسب عبد القادر بن دعماش فإن هذا الشيخ الذي كان مولعا بالموسيقى ولد في سنة 1916 بسطاوالي وكان منذ شبابه يهتم بمداعبة آلة الماندولين وقد اكتشفه محيي الدين باشطارزي الذي شجعه للعزف على آلة الكمان ضمن الفرقة الموسيقية "الجزائرية" بقيادة الشيخ محمد فخارجي. وبفضل هذا الأخير تكون الشيخ بلقايد واقتحم عالم الموسيقى الأندلسية قبل أن يلتحق بالإذاعة الوطنية لينضم بعد ذلك إلى الفرقة الموسيقية لأوبرا الجزائر بقيادة مصطفى سكندراني. كما التحق بعالم الموسيقى الشعبية بفضل الإلحاح الشديد من الأستاذ الشيخ خليفة بلقاسم والحاج امحمد العنقى. وتسلم الشيخ بلقايد من أستاذه عبد الرحمان بوسنة المدعو بابا دحمان آلته الموسيقية (الكمان) مما سمح له بالبروز وبنيل الشهرة التي تعدت بسرعة الحدود الجزائرية حيث أن جامعة السربون الفرنسية خصصت له تكريما مميزا سنة 2008 نظرا لدربه الطويل في الموسيقى. وقامت الفرقة المختارة لولاية تيبازة بقيادة الشيخ إسماعيل حاكم بتنشيط حفل اختتام المهرجان لتتبع بعد ذلك بالجوق الموسيقى لسعد الدين الأندلسي والمجموعة الجهوية لتلمسان تحت قيادة ياسين حماس.