دعت السلطة الفلسطينية يوم الأحد إلى حشد دولي من أجل إنقاض عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية التي دخلت في حالة "غيبوبة عميقة" مطالبة الرباعية الدولية بتوضيح موقفها من الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية الذي اعترفت به عدة دول لاسيما بأمريكا اللاتينية. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريح صحفي اليوم على ضرورة أن يكون هناك آلية واضحة ومحددة لعمل الرباعية الدولية داعيا هذه الأخيرة إلى ضرورة توضيح موقفها من الإعتراف بقيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة. كما دعا الرئيس عباس إلى ضرورة "إقحام العالم كله في عملية السلام لمصلحة العالم بأسره". وخلال تطرقه إلى المبادرة الأوروبية حول الإعتراف بالدولة الفلسطينية قال عباس "المطلوب الآن وهذا ما نقوم به وما تحدثنا فيه مع الدول العربية أنه يمكن أن نشكل وفدا عربيا مشتركا ليلتقي مع أطراف اللجنة الرباعية لتبني البيان الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي" والذي قال عباس انه "بيان عظيم". وكان الإتحاد الأوروبي قد إعتبر في بيان له مؤخرا أن المستوطنات الإسرائيلية "غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة في طريق السلام في الشرق الأوسط" مؤكدا "على أنه ليس هناك بديل عن التوصل إلى حل تفاوضي على أساس إقامة دولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وقال محمود عباس أن الاتحاد الأوروبي تقدم بخطوة وهناك الآن موجة من الحديث أكثر فأكثر عن الدولة الفلسطينية كما حدث في النرويج التي رفعت التمثيل الفلسطيني فيها إلى درجة سفارة . ثم ان دول أمريكا اللاتينية ستعترف تباعا بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من جوان. وكشف من جهته المسؤول الفلسطيني نبيل شعث أن الدول العربية تحضر مشروع قرار ضد البناء الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية والذي من المفترض ان يعرض على مجلس الامن الدولي للفصل فيه. وبينما أعلنت عدة دول غربية إعترافها بالدولة الفلسطينية على غرار البرازيل والأرجنتين وكذا بوليفيا وأعلنت عدة دول أخرى رفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى سفارة كاملة ذهبت من جهتها الولاياتالمتحدة الى إعلان إستخدام حق النقض "الفيتو" إزاء أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لمنظمة الأممالمتحدة يدعم قيام الدولة الفلسطينية الأمر الذي وصفه الرئيس عباس بالموقف "الخاطيء". وأوضح الرئيس عباس في هذا الشأن أن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تتوجه أساسا إلى مجلس الأمن للاعتراف بالدولة الفلسطينية بقدر ما ذهبت الى المجلس من أجل وقف الاستيطان الذي تؤكد الولاياتالمتحدة نفسها أنه استمراره غير شرعي. وأبرز أن "الأمريكيين يستبقون الأحداث ويتحدثون عن أن السلطة الفلسطينية تريد أن تذهب لمجلس الأمن للإعتراف بالدولة الفلسطينية وهذا غير صحيح حتى الان ولكنه أحد خياراتنا في المستقبل وليس الان". كما إنتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى موقف مجلس النواب الأمريكي بتبني هذا القرار و اكد انه يوفر الغطاء للانتهاكات الإسرائيلية المتمادية للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، دعت روسيا الى عقد إجتماع وزاري عاجل للجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط للبحث عن مخرج للأزمة الحالية في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأعرب نائب المتحدث بإسم الخارجية الروسية الكيسي سازونوف في تصريح له بموسكو عن قناعته -إزاء تأزم مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية- بانعقاد اجتماع وزاري عاجل للجنة الرباعية الراعية للسلام. يذكر أن مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي أعيد إطلاقها في الثاني من سبتمبر الماضى برعاية الولاياتالمتحدة معلقة منذ انتهاء مفعول قرار إسرائيلى مؤقت بتجميد الاستيطان في 26 سبتمبر وقد رفضت إسرائيل تمديد هذا القرار. ويؤكد الفلسطينيون على ضرورة وقف جميع عمليات الاستيطات قبل استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.