"حماس" ترفض الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية قبل إنهاء الاحتلال بدأت مساعي السلطة الفلسطينية لحمل مجلس الأمن الدولي علي الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد تصطدم بواقع الحال الدولي والكثير من المواقف الرافضة لمثل هذا المسعى الذي اضطر الرئيس الفلسطيني على انتهاجه بعد أن سدت كل السبل في وجهه.وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أول الرافضين لهذا المسعى الذي اتخذته غريمتها "فتح" واعتبرت ان الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية قبل انتهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية فاقد لكل معنى. وأكدت في بيان أصدرته أمس بالعاصمة السورية أن "على شعبنا أن ينهي الاحتلال لأن أرضنا تحت وطأة الاحتلال والمستوطنات موجودة في كل مكان والحواجز العسكرية الإسرائيلية تقسم الضفة الغربية". واعتبرت "حماس" أن "الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية يجب أن يكون نتيجة عمل المقاومة من اجل إنهاء الاحتلال وليس بقرار تتخذه السلطة الفلسطينية من اجل ملء الفراغ بعد فشل الحل السياسي". وشرع الرئيس الفلسطيني وبعدما فقد الأمل في كسب دعم الإدارة الأمريكية بخصوص قضية الاستيطان في تحركات مكثفة من اجل حمل مجلس الأمن الدولي على الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد. والمؤكد أن موقف الرفض الذي أبدته حركة حماس سيقوض مسعى السلطة الفلسطينية للإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد خاصة وأنه مسعى لم يلق آذانا صاغية لدى المجموعة الدولية التي لم تدعم فكرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعتبرتها سابقة لأوانها. فقد اعتبر الاتحاد الأوروبي مطلب السلطة الفلسطينية بتقديم الدعم لها لحمل مجلس الأمن الدولي على الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية سابق لأوانه. وقال كارل بلدت وزير خارجية السويد التي تضمن حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "لا أظن أننا وصلنا لذلك، بودي أن نكون قادرين على الاعتراف بدولة فلسطينية لكن يجب أولا أن تكون تلك الدولة قائمة وبالتالي اعتقد انه أمر سابق لأوانه". والموقف نفسه عبر عنه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا الذي اعتبر أن عملية من هذا النوع "ستأخذ وقتا" ويجب أن تتم" في هدوء وفي الوقت المناسب" مضيفا "لا أظن أن يكون الوقت حان اليوم للتطرق لذلك". كما اعتبرت المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بينيتا فيريرو فالدنير انه "من السابق لأوانه قول أي شيء في هذا الموضوع" مشددة على أن قضية "حدود 1967" للدولة الفلسطينية المقبلة "ستكون مهمة". واعتبر وزير الخارجية الفنلندي الكسندر شتوب الخطوة الفلسطينية عملية تكتيكية تهدف إلى ممارسة الضغط على إسرائيل لتحريك مفاوضات السلام. وقال "أظن انه يجب حقا التقدم خطوة خطوة" معتبرا أن "كافة طرق التفاوض مستخدمة" في محاولة إخراج عملية السلام من المأزق. لكنه رفض مقارنة الأراضي الفلسطينية بكوسوفو التي اعترفت باستقلالها عدة دول أوروبية رغم أن إعلانه كان أحادي الجانب ورغم معارضة صربيا وروسيا وقال أن "كوسوفو تختلف عن فلسطين، فلسطين تختلف عن ابخازيا وابخازيا تختلف عن اوسيتيا الجنوبية" في إشارة إلى الجمهوريتين الجورجيتين الانفصاليتين. وجاءت التصريحات ردا على طلب رسمي رفعته السلطة الفلسطينية قبل ثلاثة أيام إلى الاتحاد الأوروبي لدعم مساعيها الرامية إلى حمل مجلس الأمن الدولي على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وجددت واشنطن تأكيد موقفها الرافض لإعلان أحادي الجانب لقيام دولة فلسطينية، مشيرة إلى أن تلك الدولة يجب أن تنشأ من خلال التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين. وتشكل مسألة الاستيطان أهم عائق أمام إحياء عملية السلام، حيث يطالب الفلسطينيون بوقف تام للاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بينما ترفض حكومة بنيامين نتانياهو ذلك بدعم من الإدارة الأمريكية التي تراجعت عن مواقفها السابقة. وفي رد فعل على علاقة مباشرة بالموقف الفلسطيني رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس طلبا أمريكيا بتجميد بناء العشرات من الوحدات الاستيطانية في حي جيلو الاستيطاني في القدسالشرقية مما يؤكد النوايا الإسرائيلية السيئة في تفعيل عملية السلام. ورفض رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة الطلب الأمريكي على الفور حيث أكد أن حي جيلو "جزء لا يتجزأ من القدس" وأنه لا يعتزم البتة الحد من البناء فيه. وأكثر من ذلك فنتانياهو الذي يرفض رفضا قاطعا تجميد الاستيطان رغم الدعوات الدولية المطالبة بذلك أكد أن هذا النوع من المشاريع الخاصة لا يحتاج إلى ترخيص من الحكومة، وهو ما يعني أن هذه الأخيرة ماضية في تنفيذ مشاريعها الاستيطانية بالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية ما دامت لم تجد رادعا لها إلى غاية الآن.