5 - الثناء على المحسود وبرَّه: فيكلف نفسه الثناء عليه من غير كذب ويلزم نفسه بره إن قدر، فهذه الأفعال تعمل مقاربة تطِّيب قلب المحسود ويحب الحاسدَ ويصير ما يتكلفه أولاً طبعاً آخراً· ولا يعمل بوساوس الشيطان أنَّ هذا عجزٌ ونفاق وخوف لأن ذلك من خدعه ومكائده، فهذا الدواء إلا أنه مرٌّ قلَّ من يقدر عليه· قال تعالى: (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميم)· والعمل النافع فيه عدم البغي وكذلك أن يحكم الحسد، فكل ما يتقاضاه الحسد من قول وفعل فينبغي أن يكون نقيضه، فإن بعثه الحسد على القدح في محسوده كلَّف لسانه المدح له والثناء عليه، وإن حمله على التكبر عليه ألزم نفسه التواضع له والإعتذار إليه، وإن بعثه على كفّ الإنعام عليه، فمهما فعل ذلك عن تكلف وعرفه المحسود طاب قلبه وأحبه، ومهما ظهر حبه عاد الحاسد فأحبه وتولَّد من ذلك الموافقة التي تقطع مادة الحسد لأن التواضع والثناء والمدح وإظهار السرور بالنعمة يستجلب قلب المنعَم عليه ويسترقه ويستعطفه ويحمله على مقابلة ذلك، ثم ذلك الإحسان يعود إلى الأول فيطيب قلبه· وإنما تهون مرارة هذا الدواء، أعني التواضع، للأعداء والتقرب إليهم بالمدح والثناء بقوة العلم بالمعاني التي ذكرنا وقوة الرغبة في ثواب الرضا بقضاء الله تعالى وحب ما أحبه وعزة النفس وترفعها عن أن يكون في العالم شيء عى خلاف مراده· 6 - إفشاء السلام: قال صلى الله عليه وسلم (أفشوا السلام بينكم)، فأخبر، صلى الله عليه وسلم، بحال الحسد وأن التحابب ينفيه، وأن السلام يبعث على التحابب، فصار السلام، إذن، نافياً للحسد· وقد جاء كتاب الله تعالى موافقا لهذا القول في قوله تعالى (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميم) قال مجاهد: معناه إدفع بالسلام إساءة المسىء· قال الشاعر: قد يلبث الناس حيناً ليس بينهم *** ودٌّ فيزرعه التسليم واللطف 7 - القناعة بعطاء الله: قال بعض الحكماء: من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد، ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد، فيكون راضياً عن ربه ممتلئ القلب به· ويتيقن بأن الحرمان أحيانا للإنسان خير من العطاء، وأن المصيبة قد تكون له نعمة، وأن الإنسان أحيانا يحب ما هو شر له، ويكره ما هو خير له· 8 - نقل الطباعة (الطبع): أما يستعمله من كان غالباً عليه الحسد وكان طبعه إليه مائلاً لينتفي عنه ويكفاه ويسلم من ضرره وعدواه، فأمور هي له حسمٌ إن صادفها عزم، فمنها: اتباع الدين في اجتنابه والرجوع إلى الله، عز وجل، في آدابه، فيقهر نفسه على مذموم خلقها وينقلها عن لئيم طبعها، وإن كان نقل الطباعة عَسِراً، لكن بالرياضة والتدرج يسهل منها ما استصعب، ويحبب منها ما أتعب، وأن نقدِّم قول القائل: من ربّه خلقه كيف يخلي خلقه، غير أنه إذا عانى تهذيب نفسه تظاهر بالتخلق دون الخلق، ثم بالعادة يصير كالخلق· قال أبو تمام الطائي: فلم أجدِ الأخلاق إلا تخلقاً *** ولم أجدِ الأفضال إلا تفضلاً 9 - العقل: الذي يستقبح به من نتائج الحسد مالا يرضيه ويستنكف من هجنة مساويه، فيذلل نفسه أنفة ويطهرها حمية، فتذعن لرشدها وتجيب إلى صلاحها· وهذا إنما يصح لذي النفس الأبية والهمة العلية، وإن كان ذو الهمة يجلّ عن دناءة الحسد الذي يريد بعقله بما استودعه الله، عز وجل، من المعرفة بضرر الحسد على منازعة الطبع ودعاء العدو· 10- إستدفاع ضرر الحسد وتوقي أثره: ويعلم أن مكانته في نفسه أبلغ، ومن الحسد أبعد، فيستعمل الحزم في دفع ما أكدّه وأكمده ليكون أطيب نفساً وأهنأ عيشاً· وقد قيل: العَجَب لغفلة الحسّاد عن سلامة الأجساد· فإن أظفرته السعادة بأحد هذه الأسباب وهدته المراشد إلى استعمال الصواب سلم من سقامه وخلص من غرامه واستبدل بالنقص فضلاً واعتاض من الذم حمداً· --------------------------------------------- أوائل وأرقام -- أول من أسس الشرطة، الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه· -- أول شرطي كان الحافظ لكتاب الله وأول من جهر به عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه· -- أول من حاول الطيران العربي، المسلم عباس بن فرداس· -- في جسم الإنسان كليتان، يبلغ طول كل منهما ما يقارب 10 سنتيميترات، والعجيب رغم صغرهما فهما تحتويان عددا ضخما من الأنابيب الدقيقة تناهز المليوني أنبوب· -- في جسم الإنسان رئتان يبلغ وزنهما 1 كيلو غرام تقريبا، وهما إسفنجيتا الشكل، ويتراوح طول الرئة ما بين 25 و30 سنتيمترا، والرئة اليمنى أكبر من اليسرى· فلك الحمد يا رب· تفقه في دينك ودنياك السؤال: هل تجوز قراءة الفاتحة خلف الإمام، وهل يوجد لديكم أدلة من أحاديث الرسول؟ الجواب: ليس على المأموم أن يقرأ خلف الإمام إذا سمع قراءته، فإن لم يسمع لكون الصلاة سرية أو لبعده، فالأولى أن يقرأ، والدليل هو قول الله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)، ولقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، فهذا هو الأصل، أما من كان مؤتما وسمع قراءة الإمام، فإن قراءة الإمام تكفيه لحديث:(من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة)· والله أعلم· --------------------------------------------- دعاء (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه، وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين، ربنا وأتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير) آمين السنة قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم : (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) وقال (إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع) متفق عليه· قرآننا شفاؤنا (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جآءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) الآية 19 سورة آل عمران --------------------------------------------- لمن كان له قلب: فوائد غض البصر ذكر ابن القيم، رحمه الله، بعض فوائد غض البصر، أسوقها للفائدة· قال، رحمه الله: وفي غض البصر عدة فوائد: إحداها: تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نَظَرَه دامت حسرته، فأضرّ شيء على القلب إرسال البصر، فإنه يُريه ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه، وذلك غاية ألمه وعذابه· قال الأصمعي: رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة، فجعلت أنظر إليها وأملأ عيني من محاسنها، فقالت لي: يا هذا ما شأنك؟ قلت: وما عليك من النظر، فأنشأت تقول: وكنت متى أرسلت طرفك رائدا *** لقلبك يوما أتعبتك المناظر رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنت صابر والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار تُرمى في الحشيش اليابس، فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه كما قيل: كل الحوادث مبداها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك السهام بلا قوس ولا وتر والمرء ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطر يسرّ مقلته ما ضرّ مهجته *** لا مرحبا بسرور عاد بالضرر والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه وهو لا يشعر، فهو إنما يرمي قلبه· ولِي من أبيات: يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا *** أنت القتيل بما ترمي فلا تُصب وباعث الطرف يرتاد الشفاء له *** توقّه إنه يأتيك بالعطب الفائدة الثانية: أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه· الفائدة الثالثة: أنه يورث صحة الفراسة، فإنها من النور وثمراته، وإذا استنار القلب صحّت الفراسة، لأنه يصير بمنزلة المرآة المجلوّة تظهر فيها المعلومات كما هي، والنظر بمنزلة التنفس فيها، فإذا أطلق العبد نظرةً تنفّست نَفسُه الصعداء في مرآة قلبه فطمست نورها· كما قيل: مرآة قلبك لا تريك صلاحه *** والنفس فيها دائما تتنفس وقال شجاع الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال لم تخطئ فراسته· وكان شجاع لا تخطئ له فراسة· والله، سبحانه وتعالى، يجزي العبد على عمله بما هو من جنسه، فمن غضّ بصره عن المحارم عوّضه، سبحانه وتعالى، إطلاق نور بصيرته، فلما حبس بصره لله أطلق الله نور بصيرته، ومن أطلق بصره في المحارم حبس الله عنه بصيرته· الفائدة الرابعة: أنه يفتح له طُرق العلم وأبوابه، ويُسهل عليه أسبابه، وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات وانكشفت له بسرعة ونفذ من بعضها إلى بعض، ومن أرسل بصره تكدر عليه قلبه وأظلم، وانسد عليه باب العلم وطرقه· --------------------------------------------- إرق نفسك بنفسك (الطب البديل): العلاج بالعسل 1- قال الله، عزَّ وجلَّ، في ذكر النحل: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل: 69· 2 وقال، عليه الصلاة والسلام: (الشفاء في ثلاث: في شرطة محجمٍ، أو شربة عسلٍ، أو كيَّةٍ بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكيِّ)·