دعا مصطفى بلمهدي، رئيس حركة الدعوة والتغيير المنشقة عن حمس، رئيس الجمهورية إلى تخليد الراحلين الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني لما بذلاه طوال حياتهما لإحلال السلم والأمن في الجزائر خلال العشرية السوداء، كما دعا منظم الملتقى عبد العزيز منصور أيضا باسم الحركة، إلى عفو شامل تنعم فيه البلاد بالأمن· حتى وهو ميت، لازال نهج وفكر مؤسس حركة الإرشاد والإصلاح، محمد بوسليماني يجمع الأنصار والمتعاطفين والمحبين من كل ربوع البلاد، حيث بادرت حركة الدعوة والتغيير المنشقة عن حركة مجتمع السلم، إلى تنظيم الملتقى الدولي للشهيد الذبيح، كما يلقب حركيا، حيث اكتظت قاعة المؤتمرات بفندق الرياض بسيدي فرج، بأصدقائه ومعارفه وأتباعه، وحضر إلى الملتقى أيضا ضيوف من الخارج كالمغرب وفلسطين، حيث قدم القيادي وصديق الحركة الفلسطيني محمد نزال، وعبد العظيم صغيري، القيادي في حركة العدل والإحسان المغربية ومحمد شويش من السودان، الداعية الإسلامي والقائد العام للكشافة الإسلامية نور الدين بن براهم، وأعمدة جمعية العلماء المسلمين، عمار طالبي وعبد الرزاق قسوم، ومجاهدي وأصدقاء المرحوم مثل لخضر بورقعة وأحمد كعبة ورابح بلطرش، كما حضر أيضا قادة الأحزاب الإسلامية كجهيد يونسي في الإصلاح، وفاتح ربيعي في النهضة· الملتقى الذي يدوم يومين، افتتح بمحور منهج الاعتدال وقناعة التضحية عند الشيخ بوسليماني، حيث ألقى في هذا المحور عدد من الرجال والنساء شهاداتهم عن سيرة الرجل مربيا ومضحيا وداعيا إلى مبدأ المصالحة الوطنية، إذ شهد له جهيد يونسي وفاتح ربيعي في مداخلتيهما بإفناء حياته في الدعوة والتغيير نحو السلم والأمن، وقال القيادي في جمعية العلماء عمار طالبي: ''بوسليماني كان رجل تغيير ولولا محاولته التغيير لما استشهد، فهو صاحب تراث من الجهاد''· أما مصطفى بلمهدي، رئيس حركة الدعوة والتغيير، الذي تدخل لاختتام الفترة الصباحية من الملتقى، دعا في كلمته رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إلى إطلاق اسميّ الشيخين محفوظ نحنان ومحمد بوسليماني على بعض المرافق العمومية، تخليدا واعترافا لهما لما بذلاه في سبيل تحقيق السلم والأمن وإحلال منهج الاعتدال والوسطية في الإسلام يوم كان الغلاة يعصفون بشمل الجزائر ولحمتها· وقال صديقه المجاهد رابح بلطرش قبل ذلك ''كيف نروي للأجيال مآثر رجال هذا البلد، وأنا أجد شوارع العاصمة مليئة بأسماء أبطال غربيين وغير غربيين أمثال شيغيفارا، أليس بوسليماني بطلا، أليس نحناح بطلا من أبطال الأمة؟'' إلى ذلك، كان رئيس كتلة التغيير البرلمانية قبلها، قد دعا إلى عفو شامل يستتب به الأمن نهائيا في الجزائر، وهو ما صفق له المئات داخل القاعة· وكانت أهم المراحل المؤثرة هي تلك القصص والمشاهد التي رواها المتدخلون تباعا، للشيخ بوسليماني حينما كانوا يرافقونه ويحضرون معه في مجالسه ونشاطاته، ولعل أقواها تلك الصورة التي قدمها لخاطفيه من الإرهابيين الذين أرادوا كسب شرعية لمنهجهم التكفيري حينما استفتوه في استباحة دم الجزائريين فرفض، ليدفع بذلك ثمن دعوته إلى الله، وهزم التكفيريين نهجه الذي سمي به الملتقى ''الوسطي والشباب··· مسؤولية وتطلعات'' والذي أقيم بمناسبة الذكرى ال 16 لاغتياله·