هاجمت عائلة الشيخ الراحل محفوظ نحناح بشدة القيادة الحالية لحركة مجتمع السلم وخصّت رئيسها أبو جرة سلطاني بوابل من الانتقادات إلى حدّ وصفته ب "كبير سرّاق الحركة ولصوص الدعوة" بحجة أنه وجماعته "يقتاتون باسم الشيخ في المناسبات السياسية والانتخابية"، في وقت اعتبرت فيه العائلة حركة الدعوة والتغيير "هي التي أنقذت المشروع الإسلامي في الجزائر من الخيانة". تضمّنت رسالة صادرة عن عائلة الشيخ محفوظ نحناح في الذكرى السادسة لوفاته التي حملت توقيع نجله صلاح الدين نحناح، اتهامات خطيرة إلى قيادة حمس نال فيها أبو جرة سلطاني القسط الأوفر منها عندما جاء في نصّ هذه الرسالة أن "حركة الدعوة والتغيير أنقذت المشروع الإسلامي في الجزائر من بعد الخيانة الكبرى التي تعرّض لها من المتحالفين.."، وذهبت أبعد من ذلك عندما وصفت قيادة حركة مجتمع السلم ب "سراّق الحركة ولصوص الدعوة الذين ما زالوا يتاجرون باسم الشيخ محفوظ في المناسبات السياسية والانتخابية". وبعد يومين فقط من اختتام الملتقى الدولي السادس للشيخ محفوظ نحناح الذي نظمته حمس وحضرته حرم الشيخ الراحل، عادت الرسالة إلى تصريحات أبو جرة سلطاني التي جاء فيها "أكثر من مرة في الصحافة الوطنية بأن المشروع الإسلامي قد انتهى في الجزائر.. والحديث عن الدولة الإسلامية لا وجود له"، حيث لم تتردّد العائلة في نعت الرئيس الحالي لحمس ب "زعيم سرّاق الحركة وكبير لصوص الدعوة"، كما أكدت أن قادة الحركة حاليا هم "أصحاب شرعية مغشوشة ومعطوبة للمؤتمر الرابع..". إلى ذلك صرّح صلاح الدين نحناح بمناسبة تنظيم تظاهرة إعلامية في ذكرى رحيل والده أن جماعة سلطاني "انحرفوا عن منهج الشيخ وخانوا الأمانة وبسببهم تغيّرت هوية الحركة وتشوّهت صورتها واهتزّت سمعتها وأصابها الفساد والهوان"، كما لم يتوان في مباركة وتزكية مؤسّسي حركة الدعوة والتغيير الذين قال عنهم إنهم "أصلاء لا يزالون أوفياء لنهج الشيخ ومشروعه". وفي رسالة خطية موجّهة إلى "الثابتين على نهج الشيخ" اطلعت "صوت الأحرار" على مضمونها، أوردت العائلة قولها "..وإذ نشهد الله على إخلاصكم في الثبات على نهجه ومواصلة مشروعه، فإننا نحيّي فيكم الروح المتجدّدة وهذه الهبة الصادقة في إحياء ذكراه وتعديد مناقبه والاهتمام بآثاره ودعوة الناس إلى تبني أفكاره ومشروعه.."، قبل أن تستدرك "وإن غيركم أرادوا غير ذلك: رفعوا شعارات وغفلوا عمدا عن المضامين والمحتويات، تمسّكوا بالهياكل والمظهر وأجهضوا الروح والمشروع، نكثوا العهود وخانوا الأمانة وغدروا وتبرّموا وتورّموا..". ولم تتوان الرسالة في الذهاب أبعد من ذلك وتخصيص خطابها لقادة الدعوة والتغيير بالقول "أيها الأحباب.. أيها المناضلون الأشراف في أعناقكم أمانة ثقيلة ومشروع ضخم وميراث كبير"، واصفة إياهم ب "أنتم الأمناء الحقيقيون تستطيعون بإذن الله أن تعيدوا للدعوة مكانتها ودورها، وللمشروع هيبته ونصاعته ولفكر ونهج الإخوان بعده الدعوي المتكامل..". وفي هذا السياق أوضحت عائلة الشيخ الراحل محفوظ نحناح أنها التظاهرة الإعلامية المتزامنة مع ذكرى وفاة مؤسس حمس التي دامت ثلاثة أيام توجت في يومها الأخير بحفل كبير الجمعة الأخير بالبليدة حضرته قيادات من حركة الدعوة والتغيير على رأسها مصطفى بلمهدي وعبد المجيد مناصرة بالإضافة إلى حرم الشيخين نحناح وبوسليماني، كما أشارت إلى أنها بادرت إلى تكريم 15 موظفا مناضلا ردا للاعتبار لهم بعدما كانوا يقومون على شؤون المقر المركزي أيام الشيخ قبل أن يتم طردهم بمجرد "مجيء أصحاب الشرعية المغشوشة.. وتوقيفهم وكيل التهم لهم والضغط عليهم".