نظم منتدى ''البدائل العربي'' للدراسات السياسية والإستراتيجية، بالتعاون مع المعهد الدانماركي-المصري للحوار، بالقاهرة ورشة عمل بحثية حول ''الإعلام بين المهنية والتعاطي السياسي: تداعيات مباريات ركل من الجزائر ومصر'' في إطار تصفيات كأس العالم .2010 وفي الجلسة الافتتاحية التي انطلقت بفندق ''فلامينكو'' بحي الزمالك، أشار رئيس منتدى البدائل، عمرو الشوبكي، إلى تداخل الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية في تناول الأزمة، وكيف أن البيئة السياسية والإجتماعية وفرت مناخا مناسبا لحدوث ذلك النمط المتجاوز من الأزمات، حيث تمكن الإعلام ''من تحويل الحدث من مباراة كرة قدم إلى مشاحنات وتلاسن بين دولتين تربطهما علاقات وطيدة وتاريخية'' - حسب وصفه -· من جهته، أكد رئيس المعهد الدانماركي للحوار، راسموس الينيوس، ضرورة خضوع الإعلام للقواعد المهنية في تناوله لأي حدث، مضيفا أن معهده تلقف دعوة منتدى البدائل لإقامة مثل هذا اللقاء الأكاديمي الهادف لأنه يساهم في تغليب كفة الحوار والعقل· وفي الجلسة الصباحية الأولى التي ترأسها الأستاذ محمود قنديل - المحامي بالنقض - وعضو المجلس الإستشاري وشارك فيها كل من الدكتور عمرو الشوبكي، رئيس وحدة النظم بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والناقد الرياضي حسن المستكاوي، قدمت ورقتي عمل، الأولى تحت عنوان ''الأبعاد السياسية والمجتمعية لمباراتي مصر والجزائر '' التي أكد فيها الشوبكي ''عدم وجود خلافات سياسية حقيقية بين كل من مصر والجزائر، على الأقل على مستوى النظامين السياسيين القائمين''، بحيث تكون المباريات رافعة لذلك الخلاف، موضحا في ذات الوقت أن هناك فروقات مشهودة على مستوى المزاج العام وتنوع في الخبرات السياسية بين البلدين، وأشار الشوبكي في هذا الصدد إلى أن ''المجتمع المصري مجتمع طبقي''، فيما أن الأمر ليس كذلك بالنسبة للجزائر، كما ركز على الجوانب التاريخية وما تعنيه الرموز التاريخية بالنسبة لكل طرف، كما هو الحال لشهداء الثورة الجزائرية بالنسبة للجزائريين، مؤكدا أن بعض المحسوبين على الإعلام هم من تطوع بافتعال الخلاف وزاد في إشعال ناره ''الفضائيات المصرية التي يعمل بها، لاعبو كرة سابقين لا يملكون حقائق العمل الإعلامي ولا يدركون تداعيات الخطاب الذي تبنوه''· وأشار الشوبكي إلى أن الإعلام الجزائري من جهته ارتكب حماقات كثيرة من ناحية تجاوزاته في حق المصريين ووصفه المصريين ب ''بني صهيون وبني فرعون'' وعدم عمله على التحقق من الأخبار التي روجها خلال المباراة الأولى في القاهرة· وأكد الشوبكي أن أسوأ ما انتهجه جو المباراة هو ''سيادة روح التعصب والعنصرية البغيضة التي نشرتها وسائل الإعلام''، مؤكدا أنه لو كان هناك ''مجلس لأخلاقيات المهنة أو دولة قانون، لتوبع أغلب الإعلاميين بتهم تتعلق بالعنصرية والتحريض على العنف''· من جهته، قدم حسن المستكاوي في الورقة التي أعدها بعنوان ''أزمة الإعلام الرياضي في الوطن العربي'' تلخيصا للحالة الإعلامية العربية، مؤكدا ''أننا نشهد يوميا مستوى بائسا من الإعلام الرياضي الذي يسيطر عليه كباتن الكرة - حسب وصفه-، موضحا أن الدول العربية تتعاطى مع كرة القدم كما لو كانت ''معركة حقيقية'' نظرا لتغييب ساحات المعارك الحقيقية، فنحن يقول المستكاوي وحدنا من نجعل من حروبنا ألعابا ومن ألعابنا حروبا مشتعلة· وفيما يتعلق بالمهنية أشار المستكاوي إلى أن التجاوزات وإن سبقت تاريخ قذف الحافلة الجزائرية في القاهرة بالطوب، فإن هذه الحادثة وإنكار الإعلام المصري لها مثّل نقطة تحول كبرى في سيناريو الحرب الإعلامية، مبينا أن إنكار الحادثة أمر غير مهني ومشين، وساهم في عمليات التصعيد الخطابي بين الطرفين، الذي تبعه نشر أخبار غير دقيقة عن سقوط قتلى جزائريين في القاهرة، مما دفع في المحصّلة إلى الوضع الذي ساد ما بعد مباراة أم درمان·