شدد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد سعيد بركات على ضرورة استغلال البحوث في المجال الزراعي وتطبيقها ميدانيا، مشيرا أن البحث الزراعي يبقى محرك التطور وأنه لابد من مرافقة الباحثين خصوصا في ظل الرهانات الاقتصادية والتحديات الجديدة ولاسيما ما تعلق منها بالتغيرات المناخية· وخلال إشرافه أمس، على افتتاح أشغال الجلسات الوطنية الأولى للبحث الزراعي ومنتدى تثمين مكتسبات البحث الزراعي التي تجري فعالياتها بالمركب السياحي الأزرق الكبير بتيبازة إلى غاية 12 فيفري، دعا الوزير جميع الهيئات التي تمثل قطاع البحث الزراعي إلى تقييم كل البحوث التي تم إجراؤها خلال السبع سنوات الفارطة مع دراسة نتائجها من أجل الخروج بتصور شامل لتطوير القطاع موازاة مع الرهانات الجديدة· وفي هذا الشأن أوضح السيد سعيد بركات بأن سنة 1998 كانت منعرجا حاسما في السياسة الوطنية بعد المصادقة على القانون التوجيهي الخاص بالبحث العلمي والتطور التكنولوجي، موضحا بأن ميزانية قطاع البحث تمثل ميزانيته من الآن فصاعدا نسبة 1 بالمائة من الميزانية الوطنية، الشيء الذي سمح حسبه بخلق أدوات عديدة لدعم البحث ذكر منها بنك الجينات النباتية، المحطة المركزية للتكنولوجية الحيوية، المحطة المركزية للنظام الإعلامي الجغرافي ومرصد أنظمة الإنتاج الفلاحي· "لا يجب أن يبقى البحث الزراعي حبيس أدراج المخابر"، قال الوزير مشددا على ضرورة استغلال وتطبيق جميع الأبحاث في المجال الزراعي ميدانيا في المزارع والحقول الفلاحية، كما ألح أيضا على ضرورة وأهمية تثمين البحث والباحثين في المجال الزراعي مع مرافقتهم حتى يكونوا "محرك التطور في القطاع"، مشيرا إلى أن المخطط الوطني للتطور الفلاحي سمح بتثمين القدرات وتحسن المردود والتطور التقني للإنتاج، وأن تنظيم الجلسات الوطنية الأولى للبحث الزراعي تحت شعار "من أجل بحث عن خدمة التنمية المستدامة" جاء في إطار التوجيهات العامة للسلطات العليا في البلاد المتعلقة بالضرورة الملحة في جعل البحث العلمي في خدمة التنمية من أجل ضمان التكفل الفعّال بالأهداف المسطرة في القانون التوجيهي الخاص بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي· من جهته أوضح مدير المعهد الوطني الزراعي الجزائري السيد كمال فبياشي، أن جلسات البحث والمنتدى يعتبران موعدا من أجل تثمين، تقييم ونشر نتائج البحث الزراعي في الجزائر والمصادقة عليها، حيث سيتم خلال ثلاثة أيام مناقشة البحث الزراعي في الجزائر مع تحديد وضعية وآفاق القطاع، وذلك من خلال ورشات علمية ومنتدى يجمع جميع أطراف القطاع لعرض وتثمين مكتسبات البحث في المجال· جدير بالإشارة أن 500 شخص يشاركون في الجلسات الوطنية للبحث الزراعي، يمثلون مختلف القطاعات المهتمة بالبحث الزراعي، من مدراء، مسؤولي مؤسسات ومراكز، مختصين وباحثين وجامعيين ومهنيين، علاوة عن شركاء دوليين مثل المعهد الوطني للبحث الزراعي الفرنسي، المعهد الوطني للبحث الزراعي التونسي وكذا مركز التعاون الدولي في البحث الفلاحي والتنمية، المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، كما نشير أن افتتاح الأشغال تم بحضور الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحيين الجزائريين، الأمين العام لوزارة الفلاحة ووالي ولاية تيبازة· وستكون هذه الجلسات فضاء واسعا للتعرف على وضعية البحث الزراعي والخروج بتقييم شامل ومشترك وكذا توصيات في إطار علمي وتقني ستكون بمثابة الأساس الذي تبنى عليه الإستراتيجية المستقبلية للبحث الزراعي والريفي مع الأخذ بعين الاعتبار المشاكل الواقعية التي يعاني منها قطاع الفلاحة، كما ستتناول مختلف إشكاليات البحث، حيث وضع المعهد عدة مجموعات من أجل التكفير والعمل على إعداد مشاريع من خلال المحاضرات والورشات التي ستنظم خلال الملتقى على مدة ثلاثة أيام·