تورط أزيد من خمسة أشخاص في قضية كيفتها التقارير الأولى لشرطة الحدود بالعاصمة على أنها قضية تهريب دولي للمخدرات (القنب الهندي المعالج) وكذا مادة المرجان· القضية التي ستعرض أمام العدالة قريبا تورط فيها أشخاص بينهم من يقيم في فرنسا بمدينة مرسيليا، والبعض الآخر موزع على مناطق مختلفة من التراب الوطني تربطهم علاقات، ما يوحي أن العصابة قد كونت شبكة محترفة لتهريب المرجان والمتاجرة بالمخدرات بشكل دقيق، حيث أن الوقائع تشير إلى أن المتهمين قاموا بعدة اتصالات تمت مع أعضاء العصابة الممتدة بين فرنسا، العاصمة، الطارف، فالمة، سكيكدةوعنابة··· قصد الاتفاق على الشخص المطلوب للقيام بمهمة تهريب المخدرات إلى فرنسا وكذا مادة المرجان عن طريق البحر· العملية قام بها أصغر عناصر العصابة الذي اكتشف أمره، وهو يحاول مغادرة التراب الوطني على متن الباخرة الجزائرية طارق بن زياد، لكن ما لم يكن في حسبان الشاب المغترب أن شكوكا كانت تحوم حول سيارته حين طلبت منه عناصر من مديرية الجمارك مكلفة بمراقبة وتفتيش المسافرين وكذا تسجيل ما يصرحون به التقدم لمصالحها بعد أن تعرّضت سيارته لتفتيش دقيق أسفر عن وجود كمية من المخدرات بحوزته مخبأة بإحكام بالصندوق الخلفي لمركبته وبالضبط في مكان مجهز محاذي للأضواء الخلفية للسيارة· وفور ذلك نفى الشاب أن تكون له أي علاقة بالمادة المحجوزة، واكتفى بالقول إنه لا يعلم عن الأمر شيئا، لكن مفتشي الجمارك أول تهمة ألصقوها به تمثلت بالأساس في التصريح الكاذب المضلل لعمل الجمارك· الشاب المغترب لم يجد سبيلا آخر غير مرافقة مصالح الجمارك باتجاه المصالح المعنية التي سجلت أولى أقواله في محضر خاص· وبعد الإصرار على موقفه، بقي الشاب المغترب يحاول التأكيد أمام المحققين على أن المخدرات المحجوزة في سيارته يجهل أصلها، حيث قال إنه حضر إلى الجزائر من مدينة مرسيليا الفرنسية في العاشر من سبتمبر 2006 وكان متجها إلى ولاية فالمة، لكن عطبا أصاب سيارته بمنطقة البويرة، الشيء الذي دفع به للاتصال بصديق طلب منه إحضار السيارة لصديق آخر متواجد بولاية الطارف لإصلاح العطب الميكانيكي، لكن بعد رد وأخذ بين الطرفين، قال المتهم إنه مستعد للمشاركة في إيقاف هذه العصابة المحترفة في التهريب الدولي للمخدرات والمرجان، وقدم للمحققين أسماء العناصر التي يعمل معها والموزعة بين ولاية الطارف، العاصمة وفرنسا، موضحا أنه مبعوث من شخص من فرنسا، ليضيف أن الشخص المتهم ينتحل هوية عدة شخصيات وأنه يعمل مع ممولين مقيمين بفرنسا· إذن، الشاب المغترب حاول القيام بعملية تهريب لفائدة شخص مقيم بفرنسا، ولم يتمكن من ذلك لأن شرطة الحدود بميناء العاصمة أحبطت العملية في حدود الساعة الرابعة مساء، وكان إيقاف أصغر عناصر هذه الشبكة بمثابة الخيط الأول للوصول إلى بقية العناصر المتهمة بالتهريب الدولي بشكل منظم في شبكة مهمتها تهريب المخدرات والمرجان من وإلى العاصمة ومدينة مرسيليا· المتهم الأول كشف أثناء الاستجواب أنه سيقدم يد المساعدة للجهات المختصة لتفكيك هذه العصابة مقابل نيل العفو من العدالة، حيث قال إن سيارة أخرى ستصل إلى ميناء سكيكدة أو عنابة قريبا قادمة من فرنسا معبأة بالحبوب المهلوسة، مضيفا أن صاحب حانة من ولاية عنابة ضمن هذه العصابة· ومن خلال المعلومات التي قدمها المتهم الموقوف، قامت الشرطة بتفتيش بيت أجد المتهمين وأسفرت العملية عن العثور على كمية من مادة المرجان الممنوع إخراجها من التراب الوطني، في حين لا تزال الإجراءات جارية للعثور على شخصين آخرين لا يزالان في حالة فرار· قضية هذه الشبكة المتخصصة في التهريب الدولي، والتي تنشط على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، سنعرف فصولها أكثر في الأيام القليلة القادمة مباشرة بعد مثول العناصر المتهمة في القضية وإحالتهم على محكمة مختصة وفقا للمواد 21 و325 من قانون الجمارك، حيث أن مديرية الجمارك وباسم مديرها العام، أعلنت عن حقها في المتابعة والملاحقة القضائية لهذه الشبكة الخطيرة·