تستضيف، تمنراست، في الفترة الممتدة من 21 إلى 25 مارس الجاري، فعاليات أشغال الأيام التحسيسية والإعلامية، من تنظيم وزارة الثقافة، بمناسبة اختتام المرحلة الأولى من مشروع الحفظ والاستعمال الدائم للتنوع البيولوجي في الحظيرتين الوطنيتين ''الأهقار'' و''الطاسيلي''· تنطلق، في بداية الأسبوع المقبل، فعاليات أشغال الأيام التحسيسية والإعلامية التي تعقب اختتام المرحلة الأولى من مشروع الحفظ والاستعمال الدائم للتنوع البيولوجي في الحظيرتين الوطنيتين ''الأهقار'' و''الطاسيلي''، ويأتي تنظيم هذه التظاهرة بعد المهرجان الثقافي لفنون الأهقار الذي احتضنته المنطقة الشهر الفارط· وتعتبر حظيرتا ''الأهقار'' و''الطاسيلي'' من بين الحظائر التي مسها مشروع الحفظ والاستعمال نظرا لأهميتهما الكبيرة التي جعلتها ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي المادي، حيث تقعان في قلب الصحراء الجزائرية، وهي عبارة عن كتل صخرية دائرية في شكل هضبات يبلغ متوسط ارتفاعها 2000 متر، بها رؤوس جبلية يصل علوها ثلاثة آلاف متر تقريبا، وتسمى هذه الهضاب ''الأتاكور''· ويضم الهقار مسالك تسمح باكتشاف المناظر الطبيعية الرائعة والفضاءات الشاسعة ومناظر الكثبان الرملية والصخور ذات الأشكال الغريبة، صور مغرية خاصة خلال شروق وغروب الشمس، ويتراوح عمره ما بين 600 ألف سنة ومليون سنة، وهو ما تدّل عليه عشرات آلاف الرسوم والنقوش الموجودة بالصخور والكهوف والملاجئ، وكذا أشياء مصنوعة من الحجر، وقد شهدت سلسلتا ''الهقار'' و''الطاسيلي'' عديد الحضارات الإنسانية، إعتبارا من الحضارة الأيبيرية المغاربية من 13000 إلى 8000 قبل الميلاد، وصولا إلى الحضارات القفصية نسبة إلى الفترة التي قامت فيها حضارات مشابهة في قفصة في تونس من 7500 إلى 4000 قبل الميلاد، بالإضافة إلى حضارات أخرى في مناطق متفرقة من الصحراء· وتشتهر منطقة الطاسيلي ذات الأهمية الجيولوجية البالغة، بأنواعها الجيولوجية وملاجئها الناشئة عن تآكل الصخور بجمال باهر، فهي تتوفر على مجموعة فريدة من الصخور تعود إلى ما قبل التاريخ، وتحتوي على 15 آلاف نقش ورسم على الصخور، وتسمح للدارسين بمتابعة التغيرات المناخية وهجرة الحيوانات وتطور الحياة البشرية في أقصى الصحراء منذ ستة آلاف سنة، ولا يمكن الوصول إلى الطاسيلي الموسوم ب ''الحصن الطبيعي''، إلاّ عبر شبكة غريبة من الشعاب مع بعض البرك ومنابع المياه والأحزمة النباتية·