استحدث المسرح الوطني الجزائري طريقة جديدة في تنشيط ندواته الصحفية الخاصة بالعروض المسرحية، والتي استحسنها معظم الصحفيين الحاضرين بقاعة العرض في المسرح، الطريقة التي تعتمد على عرض بعض المقاطع من العمل المعني بالندوة، وذلك لمساعدة الصحفيين على مناقشة عمل يملكون فكرة ولو بسيطة عنه· كانت الندوة الصحفية الخاصة بمسرحية ''نزهة في الغضب'' لمخرجها جمال قرمي، أمس أول، الأعمال التي قدمت بهذه الطريقة، حيث قدم في أول الأمر ثلاثة مقاطع من المسرحية التي فسحت بعد ذلك المجال للصحفيين لتقديم أسئلتهم وانتقاداتهم للعمل· ''نزهة في الغضب'' من اقتباس نبيل عسلي من نصين، أولهما نص مسرحية ''نزهة في جبهة'' للكاتب الإسباني فرناندو ارابال، والتي تتحدث عن عائلة تقيم في ميدان معركة· أما العمل الثاني فهو سيناريو فيلم ''الغضب'' للكاتب الفرانكو - روماني اوجين يونكسو، والذي يعالج فكرة العنف، بالإضافة إلى عرض جميع أشكال الطبيعة البناءة والانسجام الكوني التي تزعزعها مشكلة تافهة لتعلن المذيعة عن نهاية العالم بعدها· النظرة الأولى على المسرحية من خلال الثلاثة المقاطع المعروضة بينت تكلف كبير في الكوميديا بإثني عشرة ممثل وعبثية محضة، حيث بررها المخرج بانتماء العرض إلى مدرسة العبثية الاستعراضية التي تعتمد كثيرا على الفرجة المسرحية، عكس المدرسة الواقعية التي حتى وإن كانت فيها كوميديا تكون في الكثير من الأحيان كوميديا ظرفية· كانت فكرة المؤلف في جمع العملين السابق ذكرهما في عمل واحدة لتمازج الفكرتين، حيث تكون القصتين في عمل مسرحي واحد بوقت افتراضي واحد، وقد جسدها المخرج جمال قرمي على الركح، حيث تجرى كل من حكاية الزوجين اللذان لا يخلو يوم من حياتهما دون شجار وتصالح· وقصة العائلة التي تقيم في ميدان الحرب والتي يجند ابنها في الحرب لمحاربة العدو، بالإضافة إلى المذيعة التي لا تنقل إلا أخبار العنف والقتل، التشرد والحرمان في الوقت الافتراضي نفسه وعلى نفس الركح بثلاثة ديكورات مختلفة، وهي إشارة إلى الحرب والتشرد والحرمان في سخرية التي هي قاسم مشترك بين كل المجتمعات والفئات بنسب متفاوتة· للتذكير، سيكون العرض الشرفي لهذه المسرحية الثانية في برنامج ''مارس للنساء'' غدا الخميس 18 مارس·