أصبحت قضية اختطاف الشيخ المقاول المدعو حساني علي، 80 سنة، الذي ينحدر من قرية آث كوفي ببوغني تأخذ منعرجا خطيرا وحاسما بعدما رفضت الجماعة السلفية للدعوة والقتال إطلاق سراحه، إن لم تدفع عائلته فدية تقدر قيمتها بملياري سنتيم، الوضع الذي خلق تذمرا وسخطا شديد في نفوس السكان، حيث وبعد انقضاء المهلة التي منحتها لهم خمسة لجان قرى وخلية الأزمة التي نصبت خصيصا لمتابعة هذه القضية والمقدر ب 24 ساعة· اضطر زوال أمس أزيد من 500 مواطن ينحدرون من مختلف القرى التابعة لدائرة بوغني على غرار آث كوفي، آث منداس، ثيرميثين، بونوح، آسي يوسف، مشطراس··· وغيرها من الخروج في أكثر من 70 مركبة والصعود إلى جبال وغابات المنطقة للبحث عن الرهينة الشيخ ''عمي علي''، الذي اختطفته عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال يوم الإثنين 22 مارس المنصرم· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر من عين المكان، فإن لجان القرى المذكورة استطاعت أن تجند كل الوسائل اللازمة وخاصة منها البشرية للصعود والتوغل داخل مختلف غابات المنطقة قصد تحرير الرهينة من أيادي أتباع عبد المالك درودكال دون دفع ولا دينار· وحسب ما أكدته مصادرنا، فإن سكان المنطقة استخدموا العشرات من مكبرات الصوت، رددوا من خلالها عدة شعارات على غرار ''عمي علي'' و''ولاش سماح ولاش'' و''القتال ثم القتال'' و''الحرب ضد الإرهاب'' و''بركات يا درودكال مع عمي علي حتى الممات''··· وغيرها من الشعارات التي تدل أن سكان المنطقة أطلقوا العنان لحناجرهم بعيدا عن كل أنواع وأشكال التخويف والترهيب والوعيد الذي يمارسه الإرهابيون ضدهم· هذه المبادرة تعبّر عن الشجاعة القوية لسكان المنطقة في تحدي عناصر القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي· وأشارت مصادر محلية مؤكدة، إلى أن هؤلاء المواطنين الذين اقتحموا معاقل درودكال بغابات بوغني هم من مختلف الفئات العمرية من شباب، رجال، كهول وحتى الشيوخ ما يوحي أن التضامن قوي وكبير فيما بين سكان منطقة القبائل· وفي هذا السياق، أكد أحد ممثلي السكان في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز'' أن هذه المبادرة الشجاعة جاءت بعدما انقضت المهلة التي منحوها للمختطفين لإطلاق سراح الرهينة· وحسبه، فإن هؤلاء الإرهابيين يصرون على دفع فدية قدرها ملياري سنتيم مقابل تحرير سبيل ''عمي علي''، وفي هذا الصدد يقول محدثنا ''نحن لن نتراجع إلى الوراء ومصرين على نزع عمي علي من أيادي درودكال دون دفع ولا دينار، وسنذهب بعيدا في هذه القضية لنثبت لهم أن تضامننا وقوتنا وشجاعتنا أكبر بكثير من تهديداتهم وأسلحتهم''· وفي ذات السياق، لم يخف ممثلو السكان أن مبادرة البحث عن المختطف حساني علي كانت في يومها الأول سلمية، لكنهم لم يستبعدوا اللجوء إلى استعمال الأسلحة في حالة عدم استجابة الجماعة السلفية لمطلبهم المتمثل في ضرورة إطلاق سراح المختطف دون دفع فدية ولا أي شرط آخر، ''إذا رفض المختطفون تحرير الرهينة اليوم، فسنلجأ إلى طرق أخرى أكثر من هذه، وسنتوغل داخل الغابات باستعمال الأسلحة وسنواجه الإرهابيين وجها لوجه ومستعدون للموت من أجل استرجاع عمي علي والدفاع عن كرامتنا حتى ولو كلف ذلك حياتنا''· هذا، وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر مقربة من عائلة المختطف، فإن الجماعة السلفية اتصلت بأحد أبناء عمي علي مساء أول أمس وطلبت منه الانتقال إلى الغابات المجاورة لاسترجاع والده· وحسب مصدرنا، فإن ابن المختطف رفض ذلك، وطالب من المختطفين إطلاق سراح والده دون انتقال أحد أفراد العالة بمفرده· وإلى حد كتابة هذه الأسطر لا يزال سكان المنطقة يتوغلون داخل غابات بوغني للبحث عن الرهينة في جو يسوده روح التضامن مع عائلة الضحية وقرية آث كوفي التي ينحدر منها المختطف·