وجه أمس سكان 14 قرية بعرش اث كوفي ببوغني خطابا شديد اللهجة للجماعة الإرهابية التي اختطفت المقاول حساني علي، البالغ من العمر 81 سنة، منذ تاريخ 22 مارس المنصرم، والتي طالبت بإطلاق سراحه دون شروط، لاسيما بعد انقضاء مهلة 24 ساعة الإضافية لتنسيقية قرى بوغني. وكان عناصر الجماعة المسلحة قد طالبوا بفدية تقدر بثلاثة ملايير سنتيم بعد أن كان المبلغ المطلوب في بادىء الأمر ملياري سنتيم، حيث رفض أفراد عائلته تسديده ليس رفضا لتحرير عمي علي، وإنما حفاظا على شرفهم وشرف المنطقة. وفي ظل عدم ورود أية معلومات إلى غاية بعد ظهيرة أمس حول مصير المختطف، فإن السكان باشروا اقتحام مرتفعات بوغني بحثا عن ابن منطقتهم، مع إعدادهم لمخطط جديد يرتكز على محاصرة شعبية لمرتفعات بوغني وآث كوفي لإرغام المختطفين بوضع السلاح وتحرير المقاول حساني علي. كما علمنا في سياق مماثل أن أربعة من أفراد الجماعة المسلحة المنفذة لعملية الاختطاف من أصل الثمانية قد أعلنوا توبتهم أمس بعد القرار الجريء لسكان بوغني الخاص بمحاصرة المنطقة والنزول من الجبل، لاسيما بعد مشاهدة أحدهم يلوح من أعلى قمة جبل باث كوفي، وهو ما تخوف منه السكان الذين حذروا رغم ذلك من مكيدة مدبرة من طرف هؤلاء المسلحين الذين سعوا لتضليل وزرع الرعب أكثر في نفوس المواطنين باقتحام ليلة أول أمس قرى مشطراس، الواقعة على بعد 9 كلم عن مدينة بوغني، ليس لتجريد المواطنين كما جرت العادة من أغراضهم الخاصة، بل لإلقاء الفتاوى عليهم قصد تحريضهم للانخراط في شبكات الدعم والإسناد في ظل الحصار المفروض عليهم من طرف سكان قرى بوغني لأسبوعين متتاليين.