عبّر العديد من المواطنين من مختلف بلديات ولاية تيزي وزو عن استعدادهم للالتحاق بسكان قرى دائرة بوغني، من أجل الضغط على أفراد الجماعات المسلحة بالمنطقة لإطلاق سراح الرهينة الشيخ ''علي حساني'' في الثمانينات من عمره، دون دفع أي سنتيم من الفدية التي يطالب بها أفراد الجماعة المختطفة. توعد المواطنون تحت لواء تنسيقية الأزمة ''آث كوفي'' التي تم تشكيلها عقب الاختطاف، باللجوء إلى مطاردة العناصر الإجرامية التي رفضت إطلاق سراح الشيخ، في عقر أوكارها في حال تأخر إطلاق سراح الشيخ حساني بعد انقضاء آخر مهلة مُنحت لهم. لم يتلق منذ يومين أفراد عائلة المقاول الشيخ ''علي حساني'' الذي تم اختطافه يوم الاثنين من قبل العناصر المسلحة التي تنشط بالجبال المجاورة لمنطقة بوغني بولاية تيزي وزو، أي اتصال من قبلها، وذلك عقب خروج مئات المواطنين أول أمس الجمعة سالكين مسالك الجبال والغابات والوديان حاملين مكبرات الصوت لمخاطبة الجماعات الإرهابية المختطفة بالإسراع في إطلاق سراح الشيخ لا سيما وأنه شيخ طاعن في السن ووضعيته الصحية معرضة للخطر. كما تواصلت منذ أمس الاجتماعات المراطونية لتنسيقية الأزمة ل''آث كوفي'' المشكّلة إثر اختطاف الشيخ، وتضم سكان المنطقة التي تقطن بها عائلة المختطف، قبل أن يلتحق بها أعضاء ممثلين لباقي مناطق دائرة بوغني على غرار عرش آث كوفي، بني منداس، أشطراس، بونوح، تيرمتين وآسي يوسف، حيث تدرس التنسيقية الإطار المناسب والتنظيمي لملاحقة الجماعات الإرهابية التي رفضت الاستجابة لمطلب السكان بإطلاق سراح الشيخ علي دون أية شروط، أمام عدم اكتراثها بالمدة التي أمهلوها لهم ب 42 ساعة لإرجاعه إلى أفراد عائلته معافى سالما، رغم خروج حشود كبيرة من المواطنين صباح يوم الجمعة بطرق سلمية على متن مختلف أنواع المركبات جابوا أنحاء غابات وجبال المنطقة منادين بواسطة مكبرات الصوت تلك الجماعات بإطلاق سراح الشيخ والتوقف عن هذه العمليات التي تلجأ إليها هذه الجماعات لترهيب وتخويف المواطنين، مؤكدين أنهم سوف لن يتراجعوا هذه المرة إلى غاية تحرير المختطف ولو بالقوة، مشيرين إلى استعمال الطرق العنيفة أي اللجوء إلى القوة باستعمال الأسلحة. وأكدت مصادر متطابقة ل''البلاد'' أن أعضاء التنسيقية عقدوا عدة اجتماعات أمس، في حين احتشد مئات المواطنين ينتظرون الضوء الأخضر بعد انقضاء آخر مهلة منحتها التنسيقية للجوء إلى المرحلة الثانية من المواجهة، والانطلاق في ملاحقة ومطاردة العناصر الإرهابية في عقر أوكارها، بالصعود إلى الجبال التي يتواجدون بها في المنطقة، وكلهم عزم على إرجاع الضحية إلى منزله مهما كان الثمن. وقد أكدت ذات المصادر أن من بين هؤلاء المواطنين يوجد بينهم رجال من الدفاع الذاتي كلهم استعداد لنقل حركتهم السلمية إلى الجبال والغابات التي يختبئ فيها عناصر التنظيم المسلح تحت إمرة المدعو درودكال، الذي يعتمد سياسة ترهيب المواطنين وتخويفهم باللجوء إلى الاختطافات للحصول على الفدية مقابل تحرير المختطفين كمصدر لتمويل نشاطات الجماعة المنعزلة، بعد أن سدّت مختلف مصالح الأمن جميع المنافذ أمامهم. هذا وقد رصدت ''البلاد''، أمس، ردود أفعال المواطنين عبر المواقع الإخبارية التي نقلت خبر مبادرة سكان منطقة بوغني لتحرير المختطف، والتي تعتبر ثاني عملية تضامن واتحاد يقوم بها سكان منطقة القبائل على غرار تحرير شاب من قرية ''إيسناجن'' التابعة لبلدية إفليسن بتقزيرت بمشاركة سكان القرى المجاورة شهر نوفمبر المنصرم، عندما خرجوا للغابات بحثا عن ابن قريتهم المختطف من قبل العناصر الإرهابية وألحقوا الرعب بمعاقل تنظيم ''درودكال'' وأُجبر على إعادة الشاب لعائلته. واجتمعت ردود الأفعال، والتي بدرت من معظم سكان ولاية تيزي وزو، على استعدادهم الكامل لإعلان الحرب المسلحة على جماعات الرعب بمنطقتهم، ووقف تهديداتهم للسكان، داعين جميع المواطنين لإنعاش مثل هذه المبادرات وعدم منح الجماعات المسلحة فرصة الحقل الفارغ للجماعات الإرهابية بمنطقة القبائل، والتضامن والاتحاد فيما بينهم للقضاء على فلول الإرهاب، كما أكدوا عزمهم على تحرير المختطف بالصعود للجبال، متوعدين هؤلاء بالخروج من هذه المعركة خاسرين.