أطلق ليلة أول أمس الجمعة سراح الضحية المختطف حساني علي على مستوى الطريق الرابط بين مدينة بوغني بقرية بني كوفي مسقط رأس المختطف، بنفس المكان الذي اختطف منه بتاريخ 22 مارس الماضي عندما كان يهم إلى العودة إلى منزله العائلي، حيث كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر ليلا، عندما استرجعت عائلة الضحية ابنها دون دفعه لفدية مقابل ذلك، حيث توجه وفد ممثل من أقارب الضحية وبعض ممثلي القرى المتضامنة إلى الطريق الذي دلهم عليه المختطفون ليتم اقتياده إلى القرية التي كان جميع السكان الذين وقفوا مع قاطني بني كوفي في انتظاره، حيث رحبوا بعودته وأكثر شيء أفرحهم هو أنهم أوفوا بوعدهم لعائلة الضحية وذلك باسترجاع عمي علي دون أية فدية. الوقفة التضامنية وراء الإفراج عن الضحية وكما يبدو فإن قرار شن تنسيقية قرى بوغني وكذا المناطق المجاورة لها إضرابا عاما قد أعطى ثماره، حيث تحولت المدينة إلى منطقة ميتة دون حركة طيلة يوم كامل، للتعبير عن تضامنهم مع المختطَف حيث افقد الإرهابيين التركيز وأخلط حساباتهم، كما أن الوقفة التضامنية للسكان كانت بمثابة رسالة واضحة للإرهابيين بأنهم لم تعد تخيفهم التهديدات والضغوطات الممارسة عليهم، حيث لن يرضخوا من الآن لابتزازاتهم التي لا حدود لها بعد أن أصبحت بوغني منطقة يضرب بها المثل في عدد حالات الاختطاف المسجلة بها ونفس الوضع عاشته عدة مناطق من الولاية قبل أن تقرر التصدي بكل قوة وعزم للإرهابيين وفعلا أصابت الهدف، حيث عاشت تيزي وزو في أكتوبر الماضي أول انتصار لها ضد المجموعات الإرهابية بأفليسن التابعة لتقزيرت ليتكرر نفس السيناريو ببوغني، التي قضت مدة 25 يوما متضامنة، وتغلبت على خوفها، حيث اقتحمت وطيلة هذه الفترة غابات المنطقة بحثا عن ابنها وتوالت سلسلة من العمليات التضامنية الصامدة رغم الخطورة المحدقة بهم والتهديدات الممارسة عليهم بتوعد المختطفين بقتل الضحية في حالة عدم دفع الفدية، لكن السكان رفضوا الرضوخ والاستسلام واستمروا في التضامن إلى غاية فرض الافراج عن ابنها المختطف.
ليلة بيضاء ببوغني احتفالا بالانتصار عاشت مدينة بوغني فرحة عارمة ليلة أول أمس، حيث قضى السكان ليلة بيضاء احتفالا بعودة ابنهم المختطف حساني علي البالغ من العمر 81 سنة سالما إلى منزله العائلي وقد سادت البهجة كل أرجاء منطقة بوغني والقرى المجاورة التي وقفت معها في محنتها لتحتفل معا بهذا الانتصار الذي يعيد إلى الذاكرة العمل البطولي الذي قام به سكان قرية افليسن التي استعادت ابنها عبد الله دون دفع أية فدية. وقد اعتبر الشارع القبائلي هذا العمل طريقا نحو تخليص المنطقة من العصابات والإرهابيين.