وجهت أكثر من ثلاث جمعيات للأمراض المزمنة انتقادات شديدة لوزارة الصحة في ما يخص التكفل بالأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة في الجزائر، والواقع المرّ الذي تعايشه هذه الشريحة من المجتمع في ظل غياب سياسة واضحة وشفافة· أكد محمد بوعلاق، رئيس جمعية التهاب الكبد الفيروسي، خلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر يومية المجاهد، حول واقع السياسة المنتهجة من طرف وزارة الصحة، فيما يخص المصابين بالأمراض المزمنة بالجزائر ''أن المريض في الجزائر يعايش واقعا مُرا نتيجة غياب سياسة صحية في الجزائر مما جعل المريض يعيش في دوامة لا مخرج منها· مشيرا إلى أن وزارة الصحة سدت كل أبواب الحوار بين الجمعيات والمصابين بالأمراض المزمنة من بينهم مرضى التهاب الكبد الفيروسي، مضيفا في سياق متصل ''أن الوزارة أصبحت عاجزة عن التكفل بملف مرضى التهاب الكبد الفيروسي بالجزائر، بسبب عدم كفاءة المسؤولين عن القطاع رغم كل الإمكانيات المادية والبشرية التي جندت لمكافحة هذا المرض، الذي يعرف تصاعدا خطيرا بالمناطق الشرقية، مؤكدا في نفس السياق، أن عدد المرضى بلغ 300 شخص ينتظرون إجراء عملية زراعة الكبد، المتوقفة إلى حد اليوم، مما يتسبب في وفاة المرضى في انتظار فرج لن يأتي، مضيفا أن مازاد الطينة بلة هو معاناة المرضى من نقص الأدوية، التي لا نعرف سبب ندرتها في الصيدلية المركزية، يضيف منشط الندوة· وفي سياق متصل، أكدت الفدرالية الوطنية للعجز الكلوي برئاسة بوخور محمد ''أن وضع هذه الشريحة والتي يبلغ عددها 13 ألف مريض في الجزائر يدعو إلى دق ناقوس الخطر نظرا للمشاكل التي تعرفها هذه الشريحة، بدءا بجشع العيادات الخاصة بتصفية الدم، نقص الأدوية لعملية زرع الكلى ونقص مختصين في هذا المجال· ومن جهة أخرى، كشفت السيدة محاين رئيسة جمعية مرضى نزيف الدم ''هيمو فيليا''، أنه تم إحصاء أكثر من 1500 مريض على المستوى الوطني من بينهم 30 بالمائة أطفال، مؤكدة أن هذه الشريحة تعاني بسبب غياب مخطط وطني وقائي للحد من انتشار هذا المرض الذي يكلف مبالغ مالية كبيرة، مشيرة إلى أن مصاريف العملية الجراحية في النزيف المفصلي تصل إلى 1 مليار سنتيم في سنة واحدة للشخص الواحد، مضيفة أن مصاريف العلاج تصل إلى 150 مليون سنتيم في السنة· أما جمعية نور الضحى لمساعدة النساء المصابات بمرض سرطان الثدي، السيدة قاسمي سامية، هي الأخرى طرحت انشغالات مرضى سرطان ومعاناتهم من نقص الأدوية رغم أن الدولة خصصت ميزانية لتوفيرها·