تعلّمنا منك النضال·· من أجل حرية التعبير والدفاع المستميت عن الحريات الفردية··· تعلمنا منك كيف نحب هذا الوطن ولا نغادره في المحن··· أحببت فيك شجاعتك وإقدامك على المواجهة·· أتذكرك وأنت تسيرين وسط آلاف المواطنين وأنت تشاركين في مسيرات شعبية لحماية الجمهورية من جهة، وفي الوقت نفسه تنقلين الأخبار عبر عدد من الصحف، أتذكرك بين جموع المتظاهرين وسط تيزي وزو في 2003 وأنت تحاورينهم جنبا إلى جنب مع الصحفي أرزقي آيت العربي·· أتذكرك في حي الهايشة بحاسي مسعود وأنت تدافعين عن النساء المضطهدات·· أتذكرك أنت ودليلة حبيب تحاورين أرامل وثكلى أولاد علال وبن طلحة والرايس من ضحايا الإرهاب·· أتذكرك وأنت تمدين يدك لتصافحي الشيخ محفوظ نحناح وهو الذي طالما رفض مصافحة النساء··· أتذكرك وأنت تزوريننا في مقر جريدة ''الخبر'' وترددين عبارات تشجعنا على العمل وعلى الإقدام عليه بكلمتك المشهورة ''alors la jeunesse '' أتذكرك بمطار هواري بومدين وأنت تساندين أطفال ضحايا الإرهاب الذين رفضت ربيعة مشرنن، عندما تولت حقيبة التضامن الوطني، سفرهم إلى فرنسا· أتذكرك في كل مكان كنت أتنقل إليه لتغطية حدث ما··· انبهرت بك وعبرت عن ذلك للصحفي الكبير سعيد نمسي فقال لي ''إنها امرأة شجاعة فتعلم منها وخذ منها أول العمل'' ··· أتذكرك ونحن نشيع خير الدين عمير إلى مثواه الأخير وصوتك ما زال يدوي في أذنيا··· وأنت تبكينه وتقولين ''خسارة ما نعرفش نزغرد يا عمير''· ترحلين يا باية أياما فقط من رحيل زميل فذ عزيز علينا··· محمد عصامي الذي لم تجف الدموع عليه بعد فراقه··· تركتينا كما تركتنا قبلك رشيدة حمادي وموني براح وغيرهن من الصحفيات التي ألفنا قراءة مقالتهن والاستماع لتحقيقاتهن الصحفية البارعة، فوداعا يا باية ونعدك بأننا سنتشبث بما كنت ترددينه ''ما نعياو ما نحبسو اللي ما عجبو الحال يأكل راسو''· ما أنساك متى حييت يا باية، ما أنساك كما عاهدت نفسي على عدم نسيان محمد عصامي وموني براح والصادق عيسات وخير الدين عمير وخديجة عيادي وغيرهم من شهداء المهنة وضحايا الإرهاب·· وداعا أيتها الجبل الجاثم على صدور كل الجزائريين الأحرار، وداعا يا عذراء الصحافة الجزائرية وداعا أيتها المناضلة الشرسة·