تقول كل المؤشرات إن الرئيس بوتفليقة سيعلن في الوقت المناسب ترشحه لعهدة جديدة بعد أن يرفع التعديل الدستوري المرتقب الحظر عن هذا الترشح، ولم يعد هذا الأمر يشكل مفاجأة، غير أن الجدير بالاهتمام هو كيفية تعامل الرافضين لتعديل الدستور والعهدة الثالثة مع رغبة الرئيس• فالهدف الرئيسي لمعارضي التعديل هو قطع طريق العهدة الثالثة على بوتفليقة وليس الدفاع عن الدستور، ولذلك فإن هؤلاء المعارضين يخترقون الدستور بدعوى حماية الدستور وهذا من خلال إسقاط حق رئيس الجمهورية في المبادرة بتعديل الدستور• وليس صعبا أن نستنتج الكثير ونحن نقرأ تلك التصريحات المتوترة والتي تتوعد الجزائريين بالإرهاب والخراب، إذا تم تعديل الدستور، ألا يبرز ذلك حجم الإستخفاف بالعقول الذي يمارسه أولئك المعارضون، الذين يخاطبون الشعب من بروجهم العاجية ومن الصالونات المكيفة ومن وراء البحار!، سواء منهم أصحاب الدكاكين السياسية أو أولئك الذين شدوا الرحال إلى بلاد العم سام وأطلقوا التصريحات التهويلية التي هي دليل ذعر وإفلاس• هنا يجب الإقرار بأنه من حق هذا وذاك من زعماء الأحزاب أن يعارض ما يشاء وأن يزور البلد الذي يريد وأن يلمع صورته بالطريقة التي يحب وأن يروج لأفكاره بالصورة التي ترضي من يتوسل رضاه، لكن الملاحظ أن الأحزاب التي تتخندق في المعارضة تعاني العمى السياسي مما جعل مواقفها متعارضة وتفتقد إلى المصداقية• إن رئيس الجمهورية يملك بمقتضى الدستور حق التعديل وبالتالي فمن يعارض هذا الحق إنما يعتدي على الدستور• إن هؤلاء المعارضين هم أنفسهم أيدوا تعديل الدستور وكانوا في طليعة الصفوف المدافعة عن التعديلات المقررة، سواء في عهدة الرئيس زروال أو في عهد الرئيس بوتفليقة، ونذكر في هذا السياق دسترة الأمازيغية كلغة وطنية عن طريق البرلمان وليس عن طريق الاستفتاء الشعبي• إن التيارات التي تبدي اليوم مواقف معارضة تفضح نفسها، إذ عندما يكون تعديل الدستور في صالحها تؤيده بحماس وعندما ترى أن التعديل ليس في صالحها تقف ضده وبمبررات واهية• إن الهدف من الحملة المثارة ضد تعديل الدستور هو قطع الطريق أمام بوتفليقة، أي قطع الطريق أمام الشعب بعدم تمكينه من التعبير عن خياراته دون تقييدها بمواد دستورية، فالديمقراطية تعني أن الشعب هو الذي يقرر مصيره وهو الذي يختار من يحكمه، أي ضمان حقه في انتخاب الرئيس لعدة عهدات إذا قدر أنه يستحق ذلك• وإذ كان لا يحق لأحد أن يقيد حرية الشعب في التعبير عن إرادته، إذ أن العلاقة بين الحاكم المنتخب والمواطن الناخب هي علاقة ثقة متبادلة، قوامها الاختيار الشعبي الحر والتزكية بحرية وقناعة، فإنه من غير المعقول أيضا حرمان أي شخص من حق الترشح مرة ثانية وثالثة بسبب نص دستوري لا مبرر له• بيت القصيد إذن من تلك "البكائيات" ليس الدفاع عن الدستور، وليس حرصا على إرادة الشعب ولا على التداول الحقيقي على السلطة بل إن المستهدف هو العهدة الثالثة وكذا الحق الذي يكفله الدستور للرئيس• الآن وقد تقرر تعديل الدستور وأصبح ترشح بوتفليقة لعهدة جديدة في حكم المؤكد، فإن أمام هذا المعارض أو ذاك الفرصة لكي يترشح ويخوض معركة المنافسة النزيهة والنظيفة، هذه هي القضية وهذا هو مكمن النضال• إن المهم ليس عدد الفترات الرئاسية، ثالثة أو سادسة، بل المهم هو تمكين الشعب من اختيار رئيسه بكل حرية وسيادة، في انتخابات تعددية وشفافة وعلى الذين يرفضون العهدة الثالثة أن ينافسوا صاحبها وأن يرتضوا بحكم الشعب، الذي له وحده تعود سلطة القرار• إنه من الطبيعي جدا أن يثير تعديل الدستور والاستحقاق الرئاسي المقبل ردود فعل لدى الأحزاب والصحافة والمهتمين بالشأن العام وأن يكون هناك من هم ضد لأسباب سياسية أو دوافع مصلحية، لكن الغريب هو أن تلك التيارات التي تصنف نفسها ب "المعارضة" قد سجنت نفسها في أحكام جاهزة إذ تردد نفس الخطاب، ترفض من أجل الرفض وتمارس المعارضة للمعارضة، بل إنها أصبحت مجرد "معابد" لتقديس الأشخاص والزعامات• إن المعارضة عمل سياسي مشروع، لكن المعارضة ساحة لعرض الأفكار وتقديم الخيارات والبدائل، وقد كان الأجدر بهؤلاء الذين يتعاطون السياسة في الصالونات ويتاجرون بآلام الناس أن يلتحموا مع الشعب وأن يقنعوا سكان عين الحمام وبني دوالة وبوسعادة ومغنية ومروانة وعين صالح بطروحاتهم، فقد يجدون بعض الأنصار وقد يدركون أخيرا أن ميدان النضال ليس تلك التصريحات المتهورة ولا تلك الرحلات المكوكية بين دول العالم!• لقد اتضحت عناوين المرحلة القادمة وعلى الذين يريدون منافسة بوتفليقة على منصب الرئاسة أن يستعدوا لمواجهته بكل ما له وما عليه، وقد آن الأوان ليكفوا عن "البكائيات" وعن إعطاء الدروس التي تؤكد مجددا بأنهم ذلك "التلميذ الخائب" الذي لم يستفد من تجربة رسوبه المتكرر في كل امتحان• أحلى الكلام كتب إليها يقول: لست أدري كم مضى، منذ أن قادتني أقداري إليك، يوم أن أحياني حبك ورأيت فيك الحياة•• إني نسيت العمر معك والزمان، لأنك أنت العمر و لأن عمري صار أنت، حبك هو ولادتي يا أحلى حب وأجمل عمر• مضى ما مضى، يا أميرة قلبي، وأراك دوما تسكنين حبة العين، كلما تلفظت اسمك، كلما أطل وجهك، كلما تناهى إلي صوتك كلما تدفق ينبوع فرحي، يا بهجة الروح و زهرة العمر الجميل• لا حلم لي إلا أنت، يا قلب قلبي، يحرقني حضورك في غيابك، حنيني يأخذني إليك حيثما كنت، أنتظر إشراقتك دائما، أشتاق إلى دفء صوتك، أحبك وأحبك وأقسم بعينيك بأني أهواك وحدك• هواك في قلبي يضيء العمر، إذا لم ترك عيوني فالقلب لن ينساك، لن ينسى سيدة الجمال و أميرة الحب، كيف له أن ينسى تلك التي تسكن بين النبض ونبضه، فإذا هي نبض القلب والدم الذي يسري فيه• لن ينساك قلبي، يا وجه السعد، يا من غنيت اسمك كما لم أغن إسما سواه، يا من لا أعرف أي الأسماء تليق بك وترقى إلى مقامك، يا أحلى الأسماء، يا ملاكي ويا حبي الأول والأخير• ها أنا، يا أكثر من حبيبتي، أعانق عينيك شوقا، تعالي أحبك أكثر، دعيني في حضن قلبك، كوني معي، أنت الأحلى دائما، أنت التي أهرب منك إليك، لأنك كل الحب وأنت حب الحب، لأنك عمري وأنت عمر العمر، لأنك روحي وأنت روح الروح• إن حياتي هي أنت، وإذا لم أستطع أن أقنعك حتى الآن كم أحبك، فاعذريني، يا سيدة أقداري، فأنا مجنون بك وحدك، مسكون بحبك، لكني لم أعرف كيف أصل إلى قلبك• " كل الظلام لا يملك أن يخفي شمعة تضيء••"