وجدت صديقي الحمار أمام المرآة ينهق وينهق ويغيّر في نغمات النهيق من الممتدة إلى الحادة إلى الطويلة والعريضة، والحق الحق امتنعني في البداية لكني مع مرور الوقت بدأت متعتي تتحول إلى قرف، وقلت له: ماذا تفعل، هل أنت فارغ شغل؟ فقال: أنا أتدرب على النهيق وأحاول تعويد قرجومتي على نهاقات جديدة أو نسيت أن اليوم هو اليوم العالمي للنهيق؟ وقلت: ولماذا النهيق بالذات؟ فقال: الكلام عندما يفقد معناه يتحول إلى نهيق، بل النهيق أصبح له معنى أكثر من الكلام الذي فقد معناه· وقلت له: أحيانا أحسدك يا حماري العزيز على هذا العقل الجبار، أنت فعلا فيلسوف· وقبل أن أتم كلامه استأنف حماري نهيقه، وسرعان ما انضممت إليه وبدأت أنهق وأنهق وانضم أناس آخرون إليه وتحولت الساحة إلى نهيق لا يتوقف·