أكدت العديد من نقابات التربية أن عزوف الأساتذة ورفضهم استلام الاستدعاءات الخاصة بحراسة المساجين المترشحين لامتحانات شهادة البكالوريا، يرجع إلى أن الجو المهيأ للحراسة غير مريح، خاصة وأن المترشحين مساجين، إضافة إلى تعرّض الأساتذة للتهديد من طرف المساجين إذا لم يسمحوا لهم بالغش· وما زاد من صعوبة الأمر انعدام السند من طرف مسؤولي المؤسسات العقابية التي توجد فيها مراكز إجراء الامتحانات· أكد، أمس، المكلف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''الكناباست'' المسعود بوديبة في تصريحه ل ''الجزائر نيوز''، إن العديد من الأساتذة الذين تم استدعاؤهم لحراسة المساجين المترشحين في شهادة البكالوريا لدورة جوان المقبلة في المؤسسات العقابية رفضوا هذا العمل، مشيرا إلى أن العديد من التقارير التي قدمها الأساتذة الذين حرسوا العام الماضي في هذه المؤسسات العقابية كلها تؤكد على أن الظروف التي عملوا فيها غير مريحة وغير ملائمة، خاصة وأن المترشحين على غير العادة مساجين يتطلب التعامل معهم بطريقة خاصة -حسب بوديبة- إضافة إلى ذلك عدم تعاون مسؤولي المؤسسات العقابية التي يمتحن فيها المترشحون مع الأساتذة الحراس مما يصعب من العملية، خاصة وأن هؤلاء المترشحين يحاولون فرض أنفسهم بأية طريقة· التهديد الوسيلة الأكثر استعمالا من طرف المساجين أكد بوديبة المسعود بأن أكثر الأمور التي أزعجت الأساتذة الحراس وأدت بهم إلى رفض الحراسة بالمراكز العقابية، هي التهديدات التي يتلقونها من طرف المترشحين المساجين، من أجل فسح المجال لهم للغش، والتكلم أثناء الامتحان بطريقة عادية دون فرض رقابة مشددة عليهم أي محاولة الغش بالقوة، وهذا الأمر الذي رفضه الأساتذة، وأضاف بوديبة أن المساجين يقومون بتلك التصرفات مع الحراس بحكم أن لديهم سمعة معينة يستغلها أثناء الامتحان على الرغم من أنه معاقب· وأكد بوديبة أنه عند تلقي أي حارس تهديد من طرف أحد المترشحين، يقدم الأستاذ شكوى لدى المسؤولين على المركز، لكن هؤلاء -حسب المتحدث- يتهربون من المسؤولية ومن مواجهة المساجين· تفاقم حالات الغش بالمراكز العقابية بسبب تعاطف الأساتذة من جانب آخر، أكد المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ''الأنباف''، عمراوي المسعود، ل ''الجزائر نيوز''، أن عزوف الأساتذة ورفضهم للحراسة في المؤسسات العقابية للمترشحين في شهادة البكالوريا راجع إلى تفاقم ظاهرة الغش بين المساجين، مما يؤدي إلى الإنقاص من قيمة الشهادة الممنوحة، وأكد أن سبب تفاقم حالات الغش راجع إلى تعاطف الأساتذة الحراس مع هذه الفئة من المترشحين، وفرض رقابة شكلية فقط، وإعطاء المسجون نوعا من الحرية لمساعدتهم على النجاح والإدماج في الجامعة، وأضاف عمراوي أن هذا الأمر كثرة حالات الغش تجعل المترشح يعرف بأن الشهادة المتحصل عليها لا قيمة لها، بحكم أن نجاحه كان بالغش، وهو نفس الأمر الذي صرح به المكلف بالإعلام على مستوى ''الكناباست'' بأن حالات الغش كثيرة، وذلك حسب التقارير التي قدمها الأساتذة الحراس في شهادة البكالوريا لدورة جوان .2009 الأساتذة الحراس يطالبون بنقل المساجين للامتحان في المؤسسات التربوية العادية وقد دعا كل من ''الكناباست'' و''الأنباف'' من السلطات الوصية ضرورة نقل المساجين المترشحين لشهادة البكالوريا إلى اجتياز الامتحان في المؤسسات التربوية العادية بدل فتح مراكز إجراء بالمؤسسات العقابية، وذلك بهدف توفير نفس الظروف للممتحنين، مثلما هي مهيأة للتلاميذ العاديين، خاصة وأن الهدف منها إعادة إدماج هذه الفئة في المجتمع، إضافة إلى ذلك أكدت النقابتين إلى أن الهدف من نقل المترشحين إلى المؤسسات التربوية العادية هو القضاء على ظاهرة الغش، ومن أجل إعطاء قيمة حقيقية للشهادة التي يتحصل عليها المسجون·