يتوجه الحريري، اليوم، إلى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، هي الأولى منذ تسلمه مهامه في ديسمبر الماضي، وتأتي وسط تحذيرات من نزاع عسكري جديد على الحدود اللبنانية الاسرائيلية· صرح مسؤول أمريكي، يوم الجمعة، بأنه من المرجح أن يثير الرئيس باراك أوباما مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن تسليح سوريا لمقاتلي حزب الله في لبنان عندما يلتقي مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري غدا الاثنين· وتأتي أول زيارة رسمية يقوم بها الحريري للولايات المتحدة في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات، وتبذل فيه الولاياتالمتحدة جهودا لاستئناف محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية ويتزايد الزخم تجاه فرض عقوبات دولية جديدة على إيران· ويتوقع محللون أن يكون أوباما مشجعا في لهجته أكثر من كونه مطالبا بتحقيق نتائج عندما يلتقي مع الحريري الذي يرأس حكومة وحدة وطنية تضم حزب الله الذي تدعمه سوريا وإيران، وتعتبره الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية· وقال، روبرت غيبز، المتحدث باسم البيت الأبيض، يوم الجمعة، أن الزعيمين سيناقشان ''مجموعة كبيرة من الأهداف المشتركة لدعم سيادة واستقلال لبنان والسلام والأمن الإقليميين''· واتهمت إسرائيل، خلال الأشهر الماضية مرارا، سوريا بنقل صواريخ من طراز ''سكود'' إلى حزب الله· كما تحدثت تقارير إسرائيلية عدة عن سيناريوهات حرب وعن تنامي خطر الحزب الشيعي· ومنذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري التي تضم بين أعضائها وزيرين لحزب الله، تحمل الحكومة الإسرائيلية الحكومة اللبنانية مجتمعة مسؤولية أي نزاع قد يقع على حدودها· وقد سارع الحريري خلال الأسابيع الماضية إلى نفي مقولة السكود، متخوفا من ضربة عسكرية إسرائيلية جديدة وذلك بعد مرور أربع سنوات على النزاع بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في صيف .2006 وكانت التقارير الإسرائيلية والردود عليها والتوتر الذي أثارته في المنطقة محور حركة دبلوماسية مكثفة عربية وغربية من لبنان وفي اتجاهه خلال الفترة الأخيرة· وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن تشككهم في تسليم أي صواريخ سكود بشكل فعلي بالكامل إلى حزب الله على الرغم من اعتقادهم بأن سوريا ربما تكون قد نقلت أجزاء من الأسلحة· وقال مسؤول كبير بإدارة أوباما ''يساورنا، بشكل واضح، قلق عميق بشأن نقل أي قدرات صاروخية إلى حزب الله عن طريق لبنان من سوريا''· وقال مسؤول آخر أن واشنطن ستطلب من الحريري مواصلة دعم الجهود ''نحو التوصل لسلام إقليمي شامل''· وسلطت الحرب الكلامية التوترات في المنطقة، ولكن مايكل وليامز منسق الأممالمتحدة الخاص للبنان أشار، الجمعة، إلى ''أن التوتر الذي حدث في الآونة الأخيرة يتقلص الآن''· ونقل مكتب رئيس الوزراء اللبناني عن وليامز الذي عقد محادثات مع الحريري في بيروت قوله أنه سعيد لتقليص كل الأطراف اللهجة الخطابية· وقال مسؤولون أنه من المتوقع أن يناقش أوباما والحريري أيضا الجهود الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة لعزل إيران بسبب برنامجها النووي المتنازع عليه· ويتولى لبنان الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي حتى 31 ماي· وصرح دبلوماسيون بأن بيروت طلبت بهدوء من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والولاياتالمتحدة عدم الحث على إجراء تصويت على قرار جديد بفرض عقوبات على إيران أثناء رئاسة لبنان لمجلس الأمن· وقال دبلوماسيون أن من المتوقع أن يمتنع لبنان عن التصويت في أي اقتراع نظرا لوجود حزب الله الذي تدعمه إيران في حكومته· وقال، جون الترمان، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن لبنان لم يعد يتمتع بالوضع الذي كان عليه في ظل إدارة الرئيس السابق جورج بوش عندما كان ''نقطة ارتكاز'' جهود نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط· وأضاف أن سياسة إدارة أوباما في الشرق الأوسط تركز بشكل أكبر على المواجهة النووية مع إيران والحرب في أفغانستان واستئناف عملية السلام بالشرق الأوسط· وعلى الرغم من ذلك زادت الولاياتالمتحدة من مساعدتها العسكرية للبنان لتعزيز قواته المسلحة كقوة مضادة لحزب الله وخصصت 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز قوات الأمن اللبنانية منذ .2005 وتأتي زيارته إلى الولاياتالمتحدة بعد زيارة قام بها، الثلاثاء، إلى سوريا قالت أوساط أنها تندرج في إطار جولة تتناول التطورات الإقليمية، بينما يؤكد محللون أنها ضرورية كي لا تدرج زيارة واشنطن في إطار الاصطفاف ضمن المحور الأمريكي·