يتوجه رئيس الحكومة اللبناني، سعد الحريري، اليوم الأحد إلى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، هي الأولى منذ تسلمه مهامه في ديسمبر، وتأتي وسط تحذيرات من نزاع عسكري جديد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وقال مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية أسامة صفا لوكالة الأنباء الفرنسية أن رئيس الحكومة “سيسعى إلى الحصول على ضمانات من واشنطن ضد أي مغامرة إسرائيلية جديدة في لبنان”. وأضاف انه “يود التأكد من أن الضوء الحمر المفروض أمريكيا على أي عمل عسكري إسرائيلي مستمر، وسيطالب بضمانات امنية”. وتأتي زيارته إلى الولاياتالمتحدة بعد زيارة قام بها الثلاثاء إلى سوريا وأخرى أمس إلى الأردن، قالت أوساطه أنها تندرج في إطار جولة تتناول التطورات الإقليمية، بينما يؤكد محللون أنها ضرورية كي لا تدرج زيارة واشنطن في إطار الاصطفاف ضمن المحور الأمريكي. واتهمت إسرائيل خلال الأشهر الماضية مرارا سوريا بنقل صواريخ من طراز “سكود” إلى حزب الله. كما تحدثت تقارير إسرائيلية عدة عن سيناريوهات حرب وعن تنامي خطر الحزب الشيعي. ومنذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري التي تضم بين أعضائها وزيرين لحزب الله، تحمل الحكومة الإسرائيلية الحكومة اللبنانية مجتمعة مسؤولية أي نزاع قد يقع على حدودها. وانسحب الجيش السوري من لبنان في أفريل 2005 بعد حوالي ثلاثين سنة من التواجد مارست خلالها دمشق نفوذا واسعا على الحياة السياسية اللبنانية. واتهم الحريري دمشق بالوقوف وراء اغتيال والده في فيفري 2005، ما تسبب بتوتر العلاقات بين فريقه السياسي ودمشق لسنوات. وفي سياق متصل، اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، جيفري فيلتمان، الخميس المنصرم أن الحوار مع سوريا والعمل معها “ ضروريان لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط رغم الصعوبات التي قد تعترض ذلك”. وقال فيلتمان للصحفيين بمقر السفارة الأمريكية في عمان إن “المحادثات مع السوريين ليست سهلة، لكنها في غاية الأهمية”، مضيفا أنه “لتحقيق السلام الشامل يجب أن تكون سوريا جزءا من العملية ويجب أن تكون ضمن السلام الشامل ولهذا يجب علينا أن نحاورها ونعمل معها”.